أوردت إذاعة مونت كارلو الدولية تفاصيل قصة حب حدث في مدينة إب اليمنية، بين شاب عشرين وابنة عمه الشابة المراهقة، وانتهت بجريمة قتل ضحيتها طرفي القصة.
وروت تفاصيل القصة الصحفية والناشطة السياسية اليمنية هند الإرياني، في مقال نشر بموقع راديو مونت كارلو الدولية، تحت عنوان "روميو وجولييت اليمن"، كما استقت المعلومات من مصدر أمني مسؤول في مدينة إب.
وفيما يلي يعيد "مسند للأنباء" نشر مقال الصحفية هند الإيراني، كما ورد من المصدر.
أحكي لكم عن قصة حقيقية حدثت في اليمن وتحدثت فيها مع المختصين وأقرباء الضحايا. هي قصة عاشقين في بلد تنتهي فيه قصص الحب في المقابر.
العاشق اسمه توفيق البرح لم يتجاوز العشرين عاماً. كان والده جندياً في الجيش وتوفي في حرب 1994 التي وقعت بين شمال اليمن وجنوبه. هو ابن وحيد ليس له غير أخت واحدة غير شقيقة. ولأنه وحيد استغل أعمامُه ذلك، وسرقوا ميراثه حيث رفضوا حتى أن يساعدوه في رسوم دراسته في جامعة مدينة إب.
يقول أحد أقرباء توفيق: استغل أعمام توفيق موت أبيه ليسرقوا كل أمواله. حيث أخذ عمه هيثم البرح الذي يعمل مفتيّاً وخطيب جامع- المعاش الشهري الذي يخص والده. بينما عمه الآخر والذي يعمل في الأمن المركزي، استولى على البيت الذي يملكه والد توفيق.
ثم لإسكات توفيق عن حقوقه، تمّت خطبته لسهام ابنة عمه ذات الخمسة عشر ربيعاً. وقع توفيق في حبها وأراد الزواج بها، ولكن الأب اشترط عليه أن يكون لديه بيت مستقل. فقال له توفيق: أنا سأعيش في بيت أبي (يقصد البيت الذي أخذه منه عمه). عندها رفض العمّ هذا الطرح كما رفض تزويجه من ابنته.
رفع توفيق دعوى ضد أعمامه يطالب فيها بحقه في البيت وفي معاش والده. ثم قرر أن يأخذ خطيبته إلى بيت خالها لعل أباها يوافق ويزوجهما. أخذ توفيق خطيبته من المدرسة، وسارا من قريته إلى قرية أخرى.
هناك رفض الخال أن يستقبل ابنة أخته، فذهبا إلى بيت أم توفيق التي تعيش مع زوجها بعد وفاة والد توفي . تلقى توفيق اتصالاً من عمه ووعده بأنه سيزوجهما. صدّق توفيق غير عالم أن عمه أصدر فتوى تحلل قتله هو وسهام.
قال لي مصدر أمني في البحث الجنائي في مديرية القفر: "قام أحد الموجودين من أبناء العم بقتل توفيق، ثم أخذوه بسيارتهم ليدفنوه. وهناك أطلقوا رصاصة على رِجل سهام ودفنوها وهي حية ترزق، للأسف فرّ والد سهام ومن معه، وقد اختلطت الأنباء حول من قتل سهام، لا ندري هل قتلها والدها أم احد الموجودين من أبناء العم".
أثارت هذه القضية الرأي العام في اليمن، وقد خرج وقتها طلاب جامعة إب في تظاهرة استنكاراً لما حدث. ورفعت والدة توفيق دعوى ضد أعمامه. ولكن الوضع الأمني في اليمن لم يسمح بمعاقبة الجناة.. وهكذا دفنت القضية مع العاشقين.
*نقلاً عن إذاعة مونت كارلو الدولية