نصف مليون مقعد للإقامة الدائمة - بهذا الرقم الضخم تعيد المملكة العربية السعودية تشكيل خريطة الإقامة بالمنطقة، في خطوة تاريخية تستهدف تحويل المملكة إلى مركز عالمي دائم للمواهب والاستثمارات.
يركز البرنامج السعودي الطموح على ثلاث شرائح استراتيجية حيوية، حيث تحظى فئة المقيمين المتجاوزين الستين عاماً بعد قضاء عشر سنوات بالمملكة بالأولوية القصوى، تقديراً لإسهامهم الطويل وخبراتهم المتراكمة.
تمتد الاستراتيجية لتشمل أصحاب الخبرات النادرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والطب التخصصي، بالإضافة إلى المستثمرين الاستراتيجيين القادرين على ضخ استثمارات نوعية تتجاوز المائة مليار دولار لدعم الاقتصاد غير النفطي.
ينسجم القرار تماماً مع توجهات رؤية 2030 الساعية لتحويل المملكة من اقتصاد نفطي إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد تأثيراً عميقاً على حركة رؤوس الأموال العالمية.
المزايا الاستثنائية التي يحصل عليها المستفيدون تشمل:
- التحرر الكامل من نظام الكفالة وحرية التنقل المطلقة
- حق التملك العقاري دون قيود
- الاستفادة الكاملة من الخدمات الحكومية كالمواطنين
- إمكانية التخطيط طويل الأمد للمشاريع والاستثمارات الضخمة
انعكست توقعات البرنامج فوراً على الأسواق، حيث سجلت أسعار العقارات في المدن الرئيسية ارتفاعاً بلغ 25% خلال الأشهر الماضية، فيما تسارعت طلبات التأشيرات في مؤشر واضح على تنامي الثقة الدولية.
أثار الإعلان ردود فعل متباينة بين المقيمين الحاليين، حيث يعتبره البعض فرصة تاريخية نادرة، بينما يخشى آخرون من اشتداد المنافسة، خاصة في فئة الخبرات النادرة التي تشهد إقبالاً متزايداً.
يمثل البرنامج تحولاً جذرياً في فلسفة المملكة، من مجرد سوق عمل مؤقت إلى وجهة دائمة لبناء المشاريع وتحقيق الطموحات، ومع تسارع التغيرات المتوقعة، تصبح المسألة مسألة وقت قبل أن تزداد المنافسة حدة وتقل الفرص المتاحة للراغبين في الالتحاق بهذا القطار الاستثماري.
