أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نعي أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو التي فارقت الحياة عن 91 عاماً، واصفاً إياها بأنها "جسَّدت حياة الحرية" في تصريح مؤثر عبر منصة "إكس".
كشفت مؤسسة بريجيت باردو الخيرية، في بيان رسمي وجهته لوكالة الصحافة الفرنسية يوم الأحد، عن رحيل مؤسستها ورئيستها، مشيرة إلى أن الممثلة والمغنية العالمية اختارت التخلي عن مسيرتها الفنية المرموقة لتكرس جهودها لرعاية الحيوانات ودعم مؤسستها.
وصف ماكرون في تغريدته الرحيلة قائلاً: "أفلامها، صوتها، شهرتها الباهرة، أحرف اسمها الأولى، أحزانها، شغفها السخي بالدفاع عن الحيوانات، ووجهها الذي أصبح ماريان، بريجيت باردو جسَّدت حياة الحرية. وجود فرنسي وحضور عالمي"، مضيفاً أن فرنسا تنعى أسطورة من هذا القرن.
برزت باردو كظاهرة عالمية عقب ظهورها في فيلم "وخلق الله المرأة" عام 1956، قبل أن تشارك في حوالي 50 عملاً سينمائياً آخر. اتخذت قراراً مفاجئاً بالاعتزال في بداية السبعينات عن عمر التاسعة والثلاثين، لتستقر نهائياً قرب سان تروبيه الساحلية وتكرس نفسها للدفاع عن حقوق الحيوانات.
تدفقت التحيات من شخصيات سياسية بارزة، حيث وصفتها وزيرة الثقافة رشيدة داتي بـ"أيقونة بين الأيقونات، حرة وفرنسية بامتياز"، بينما أشادت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان بها كامرأة "فرنسية بكل معنى الكلمة: حرة، لا تُقهر، ومخلصة".
نادراً ما ظهرت الأسطورة علناً خلال الأشهر الأخيرة، وكانت قد نُقلت للمستشفى في أكتوبر الماضي، قبل أن تصدر في نوفمبر بياناً تنفي فيه شائعات وفاتها.
شهدت السنوات الأخيرة من حياتها جدلاً حول تصريحاتها السياسية والاجتماعية، وقد واجهت اتهامات بالإدلاء بتصريحات عنصرية. كتبت في مقدمة كتابها الأخير "ماي بي بي سيدير" الذي نُشر في أكتوبر: "الحرية هي أن تكون على طبيعتك، حتى وإن أزعج ذلك الآخرين".
انطلقت رحلتها الفنية من عائلة برجوازية باريسية عام 1934، وتزوجت في الثامنة عشرة من المخرج روجيه فاديم الذي منحها دور "جولييت" في عملها الشهير. عاشت حياة عاطفية مضطربة شملت زيجات متعددة، بما في ذلك من الألماني غونتر زاكس والصناعي برنار دورمال.
مثّل العام 1977 نقطة تحول حاسمة عندما سافرت إلى القطب الشمالي للتوعية بمعاناة صغار الفقمة، في حدث إعلامي ضخم تصدّر أغلفة المجلات العالمية. أمضت العقود التالية في "لا مادراغ" و"لا غاريغ" بجنوب فرنسا، تنقذ الحيوانات المعذبة وتدير مؤسستها التي تأسست عام 1986.
في مقابلتها الأخيرة مع قناة "بي إف إم تي في" في مايو، عبّرت عن تطلعها للعيش "كمزارعة" وسط الطبيعة، بعيداً عن "الهاتف المحمول والحاسوب". وفي إشارة لرؤيتها للموت، طلبت وضع "صليب خشبي" بسيط فوق قبرها في حديقتها، تماماً كحيواناتها المحبوبة.