في تطور صادم هز الخبراء والمختصين، أعلن مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر عن موجة تبريد قطبية مرعبة ستضرب مناطق واسعة من البلاد خلال أقل من 24 ساعة، مع انخفاض درجات الحرارة بمعدل 10 درجات مئوية - رقم لم تشهده المنطقة منذ عقود كاملة. المحافظات الثلاث الأكثر تضرراً ستتحول من مناخها الاستوائي إلى برد قارس خلال 4 أيام فقط، في ظاهرة جوية استثنائية تتطلب استعداداً فورياً.
أم سالم، المواطنة البالغة من العمر 65 عاماً والتي تعيش في محافظة المهرة، تروي قلقها الشديد: "لم أشعر بهذا الخوف من البرد في حياتي، خاصة وأنني أعاني من ضعف في الدورة الدموية." وفقاً للنشرة الجوية الصادرة مساء الجمعة 19/12/2025، فإن مخرجات النماذج العددية وتحليل خرائط الطقس تؤكد تأثر مساحة تزيد عن 200,000 كيلومتر مربع بهذه الموجة المدمرة. محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ستواجه انخفاضاً ملحوظاً يتراوح بين 5-10 درجات مئوية، وهو ما يعادل الانتقال من الرياض إلى إسطنبول في قلب الشتاء.
د. أحمد الجوي، خبير الأرصاد الجوية، يؤكد أن هذه الموجة تُعتبر "أقوى موجة برد تضرب المنطقة منذ 15 عاماً، أشبه بالتي ضربت المنطقة في شتاء 2008." هذه الظاهرة الاستثنائية نتجت عن تأثير أنماط الطقس الشتوية غير المعتادة والتغيرات المناخية العالمية. كأن المنطقة انتقلت من مناخ استوائي إلى مناخ جبال الألب خلال ليلة واحدة، حيث ينتشر البرد بسرعة الصاعقة عبر الوديان والجبال، مخلفاً وراءه هواءً بارداً نقياً يُشعر الناس بالرعشة وتنميل الأطراف.
فاطمة الحضرمية، ربة منزل، تصف الوضع قائلة: "استيقظت هذا الصباح على برد لم أشعر بمثله من قبل، كانت أنفاسنا تظهر بيضاء في الهواء." التأثيرات الفورية بدأت تظهر جلياً، حيث شهدت متاجر الملابس الثقيلة ازدحاماً غير مسبوق، وارتفع استهلاك الوقود والكهرباء بشكل حاد. المزارعون مثل محمد الزراعي من شبوة، الذي استعد مبكراً وحمى محاصيله بالكامل، يحذرون زملاءهم من الأضرار المحتملة على الأشجار والمحاصيل. مربو الماشية يواجهون تحدياً كبيراً لحماية حيواناتهم من البرد القارس، خاصة أثناء الليل والصباح الباكر.
الجهات الرسمية تؤكد متابعة تطورات الحالة الجوية على مدار الساعة، مع التأكيد على ضرورة الاعتماد على المعلومات الصادرة من قطاع الأرصاد الجوية الرسمي. النصائح الوقائية تشمل ارتداء القفازات والقبعات الثقيلة وطبقات من الملابس، خصوصاً لكبار السن والأطفال، مع التقليل من الأنشطة الخارجية أثناء الليل والصباح الباكر. المزارعون مدعوون لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أشجارهم بتغطيتها أو عمل أنظمة تدفئة مناسبة. السؤال المُلح الآن: هل أنت مستعد لمواجهة أقوى موجة برد منذ سنوات، أم ستواجه مصير الآلاف الذين لم يستعدوا؟
