الرئيسية / مال وأعمال / صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الجوع يومياً... والأطفال يقضون أياماً بلا طعام!
صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الجوع يومياً... والأطفال يقضون أياماً بلا طعام!

صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الجوع يومياً... والأطفال يقضون أياماً بلا طعام!

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 ديسمبر 2025 الساعة 02:25 صباحاً

في تطور مأساوي يهز الضمير الإنساني، كشف برنامج الغذاء العالمي أن 61% من اليمنيين ينامون جائعين الليلة - هذا يعني أن أكثر من 20 مليون إنسان لا يعرف من أين ستأتي وجبته القادمة. في الوقت الذي تقرأ فيه هذه الكلمات، يموت طفل يمني جوعاً كل 10 دقائق، والوضع يزداد سوءاً كل ساعة والوقت ينفد أمام ملايين الأبرياء.

الأرقام الصادمة التي كشفها تقرير نوفمبر 2025 تحكي قصة عذاب يومي مستمر. برغم التراجع الطفيف من 63% في أكتوبر، فإن الواقع لا يزال مروعاً: 35% من الأسر تعاني حرماناً غذائياً شديداً، بينما 19% من النازحين قضوا يوماً كاملاً بلا طعام. فاطمة الحديدي، أم لأربعة أطفال من النازحين، تقطع الخبز إلى قطع صغيرة لتوزعها على أطفالها على ثلاث وجبات: "أرى الجوع في عيونهم يومياً، وأتظاهر أنني لست جائعة حتى يأكلوا."

الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من عقد حولت أغنى دول العرب تاريخياً إلى أفقرها. انهيار الاقتصاد وتدمير البنية التحتية وانقطاع الرواتب خلق كارثة لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ المجاعة الكبرى في أثيوبيا. د. مريم القحطاني، خبيرة التغذية، تحذر: "إذا لم نتحرك الآن، سنواجه كارثة إنسانية لا يمكن إصلاحها - جيل كامل مهدد بالاختفاء." محافظات البيضاء والضالع وريمة تسجل أعلى معدلات الجوع، حيث تجاوزت النسب نصف عدد الأسر.

في مخيمات النزوح، تتكشف المأساة الحقيقية حيث الأطفال يذهبون للمدرسة بمعدة فارغة والأمهات يفكرن في بيع مجوهراتهن مقابل كيس دقيق. الأسر التي تعيلها نساء تواجه وضعاً أكثر هشاشة، حيث ارتفعت نسبة الحرمان إلى 17% مقابل 12% للأسر التي يعيلها رجال. محمد الزهراني، سائق شاحنة مساعدات، يقول بحرقة: "أرى الموت في عيون الأطفال كل يوم، وأعود لبيتي أبكي على حالهم." الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً قبل أن يصبح عدد الضحايا بالملايين.

اليمن اليوم يقف على حافة الهاوية، و61% من شعبه يحتضر جوعاً في صمت بينما العالم يتفرج. التصنيف المتكامل للأمن الغذائي ونظام الإنذار المبكر بالمجاعة يصنفان اليمن ضمن أكثر الدول معاناة من انعدام الأمن الغذائي عالمياً. كل دينار تتبرع به قد يمنع موت طفل بريء، والخيار بين أيدينا: هل سنبقى نشاهد موت الأبرياء أم سنقول كفى ونمد يد العون؟ الوقت ينفد سريعاً والأطفال لا ينتظرون.

شارك الخبر