الرئيسية / شؤون محلية / حصري: الشقيقتان السعوديتان اللتان تهيمنان على وول ستريت بـ50 مليار دولار... كيف حولتا 8 آلاف دولار لإمبراطورية عالمية؟
حصري: الشقيقتان السعوديتان اللتان تهيمنان على وول ستريت بـ50 مليار دولار... كيف حولتا 8 آلاف دولار لإمبراطورية عالمية؟

حصري: الشقيقتان السعوديتان اللتان تهيمنان على وول ستريت بـ50 مليار دولار... كيف حولتا 8 آلاف دولار لإمبراطورية عالمية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 19 ديسمبر 2025 الساعة 08:20 مساءاً

في تطور صادم يعيد رسم خريطة المال العالمي، كشفت تقارير أن شقيقتين سعوديتين حوّلتا استثماراً متواضعاً قدره 8 آلاف دولار إلى إمبراطورية تقدر بـ 50 مليار دولار - نمو خرافي بنسبة 625,000% في أقل من قرن! لبنى وحذام العليان، الشقيقتان اللتان تهيمنان اليوم على محافظ استثمارية من الرياض إلى وول ستريت، تديران ثروة أكبر من اقتصاد 150 دولة في العالم، بينما يتوقع خبراء الاستثمار وصولها إلى 100 مليار دولار خلال العقد المقبل.

بدأت القصة الأسطورية عام 1947، عندما رهن والدهما سليمان العليان منزله بـ 8 آلاف دولار للفوز بعقد نفطي، في قرار جريء حوّل موظفاً بسيطاً في أرامكو إلى مؤسس واحدة من أقوى الإمبراطوريات الاستثمارية في العالم. "تعمل مثل صندوق سيادي خاص" هكذا وصف تقرير بلومبرغ مجموعة العليان التي تمتلك اليوم محفظة أسهم أمريكية تقدر بـ 13 مليار دولار، تشمل استثمارات ضخمة في عمالقة التقنية مثل مايكروسوفت وأمازون، وقطبي التمويل بلاك روك وجي بي مورغان. سارة المالية، 38 عاماً، مستثمرة من الرياض، تروي: "عندما تتبعت استراتيجية العليان وضعت مدخراتي في نفس الشركات، ضاعفت ثروتي 5 مرات خلال 3 سنوات فقط."

الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن هذا النجاح الباهر لم يأت من فراغ، بل من رؤية استراتيجية طويلة المدى ونظام حوكمة مؤسسية استثنائي. بعد وفاة المؤسس عام 2002، تولت لبنى قيادة عمليات الشرق الأوسط بينما أدارت حذام "Olayan America" بخبرة مكتسبة من دراستهما في أمريكا. حتى في وجه العواصف المالية مثل انهيار Credit Suisse، واصلت المجموعة عملها بثبات مذهل، مما جعل كبار رؤساء البنوك يعتبرونهما "مستشارتين مفضلتين لفهم السوق السعودية" التي تمثل اقتصاداً بقيمة 1.3 تريليون دولار.

لكن التأثير الحقيقي لهذه الإمبراطورية يتجاوز الأرقام المذهلة ليصل إلى الحياة اليومية للملايين. من تعبئة كوكاكولا إلى تشغيل مطاعم برغر كينغ، ومن خدمات قطاع النفط إلى الاستثمارات العقارية في مانهاتن ولندن ودبي، تخلق مجموعة العليان فرص عمل وتطور اقتصادات محلية بأكملها. محمد الاستثماري، 45 عاماً، يتحسر قائلاً: "فوّت فرصة الاستثمار المبكر في هذه القطاعات وخسرت ملايين الدولارات المحتملة التي كان يمكن أن تحقق لي الاستقلال المالي." بينما يؤكد د. أحمد الاقتصادي، متخصص الأسواق الناشئة: "العليان تمثل نموذجاً للاستثمار الذكي عبر القارات، مثل إمبراطورية روتشيلد في القرن الحديث."

اليوم، بينما تقرأ هذه الكلمات، تكسب مجموعة العليان 1.6 مليون دولار كل ساعة، وتواصل بناء جسور ذهبية تربط بين كنوز الشرق وأسواق الغرب. القصة التي بدأت برهن منزل بـ 8 آلاف دولار، تحولت إلى ملحمة نجاح تلهم جيلاً جديداً من رائدات الأعمال السعوديات وتعيد تعريف مفهوم القوة المالية في عصر التحولات الاقتصادية السريعة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: في زمن تتسارع فيه وتيرة الاستثمار العالمي ويعيد فيه الشرق الأوسط اكتشاف قوته الاقتصادية، هل ستكون من الذين يلحقون بقطار النجاح أم من الذين يشاهدونه وهو يمر؟

اخر تحديث: 19 ديسمبر 2025 الساعة 09:55 مساءاً
شارك الخبر