في تطور صادم يكشف وحشية لا حدود لها، شنت عصابات المستوطنين 5 هجمات منظمة في 24 ساعة فقط عبر الضفة الغربية المحتلة، مسجلة معدل إرهاب يصل إلى هجمة كل 5 ساعات تحت حماية عسكرية كاملة من قوات الاحتلال. بينما ينام العالم، تتحول شوارع فلسطين إلى ساحات صيد بشري منظم حيث يُدهس الأبرياء بدم بارد ويُسرق رزق المزارعين أمام أعين الجنود الإسرائيليين.
سقط أول الضحايا في شارع عمان شرق نابلس، حيث دهس مستوطن شاباً فلسطينياً عمداً، مسبباً له كسوراً في القدمين تحتاج شهوراً للعلاج. "شاهدت المستوطن يضحك وهو يدهسه ثم يهرب"، تروي أم خالد شاهدة العيان وهي ترتجف من الصدمة. في نفس الوقت، سرق مستوطنون جراراً زراعياً يملكه أحمد فواز أحمد صوافطة من قرية سلحب بطوباس، تاركين المزارع البسيط يواجه كابوساً اقتصادياً. "كيف سأطعم أطفالي بلا جرار؟" يتساءل أحمد بلوعة، بينما يشاهد مصدر رزقه يختفي في ظلام الليل.
هذا النمط الإرهابي ليس مجرد أحداث عشوائية، بل استراتيجية ممنهجة للتطهير العرقي التدريجي تحت مظلة الحماية العسكرية الإسرائيلية. منذ أكتوبر 2023، تضاعفت هجمات المستوطنين بشكل مخيف، مُحولة الحياة اليومية للفلسطينيين إلى جحيم حقيقي. "هذا تطهير عرقي منظم تحت غطاء أمني كامل، مثل عصابات الكو كلوكس كلان في أمريكا"، يحذر د. أحمد المحلل السياسي. النتيجة: معدل إفلات من العقاب يصل إلى 100%، مما يشجع المزيد من الوحشية المنظمة.
التأثير لا يتوقف عند الضحايا المباشرين، بل يمتد ليشل الحياة الطبيعية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين باتوا يتجنبون الطرق العامة خوفاً من الدهس، ويقللون نشاطهم الزراعي رعباً من السرقة والاعتداء. العائلات تعيش في قلق دائم على سلامة أطفالها، بينما ينهار الاقتصاد الريفي تدريجياً تحت ضربات الإرهاب الاستيطاني المنظم. كل هجمة جديدة تترك ندوباً نفسية عميقة في نسيج المجتمع الفلسطيني، وتقرب المنطقة خطوة أخرى من كارثة إنسانية أوسع.
أمام هذا الإرهاب اليومي المُغطى بصمت دولي مخزي، يبقى السؤال الأخلاقي الحارق: كم من الأطفال الفلسطينيين يجب أن يُدهسوا، وكم من المزارعين يجب أن يُسرق رزقهم، قبل أن يستيقظ ضمير العالم؟ الصمت اليوم شراكة في الجريمة. إذا لم يتحرك المجتمع الدولي اليوم بحزم وفعالية، فستصبح كل طرق الضفة الغربية ساحات دماء، وسيكون كل منا شاهداً على تطهير عرقي يحدث أمام أعيننا جميعاً.