الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: الريال اليمني يعكس الاتجاه ويرتفع أمام السعودي والدولار - هل بدأت المعجزة الاقتصادية المنتظرة؟
عاجل: الريال اليمني يعكس الاتجاه ويرتفع أمام السعودي والدولار - هل بدأت المعجزة الاقتصادية المنتظرة؟

عاجل: الريال اليمني يعكس الاتجاه ويرتفع أمام السعودي والدولار - هل بدأت المعجزة الاقتصادية المنتظرة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 ديسمبر 2025 الساعة 07:35 صباحاً

للمرة الأولى منذ 8 سنوات من الانهيار المستمر، شهد الريال اليمني ارتفاعاً نسبياً أمام العملات الأجنبية في مختلف المحافظات، في تطور وصفه اليمنيون بـ"القفزة التاريخية المنتظرة". لكن الأرقام تكشف حقيقة صادمة: فارق 200% في أسعار الصرف بين المحافظات في نفس البلد، حيث يتداول الدولار في صنعاء بـ537 ريالاً مقابل 1615 ريالاً في عدن ومأرب. الخبراء يحذرون: هذا التحسن قد يكون مؤقتاً، والنوافذ الذهبية للاستفادة منه محدودة.

في محلات الصرافة بمأرب وعدن، ارتسمت ابتسامات حذرة على وجوه المتعاملين وهم يشاهدون استقرار الريال السعودي عند 425-428 ريالاً والدولار عند 1615-1626 ريالاً. "اليوم رأيت الابتسامة تعود لوجوه الناس", يقول أحمد الصراف، صاحب محل صرافة في مأرب، بينما يعد الأوراق النقدية بحماس مختلط بالحذر. في المقابل، تظهر أرقام صنعاء واقعاً مختلفاً تماماً: الريال السعودي بـ140-141 ريالاً والدولار بـ537-540 ريالاً، مما يعني أن المواطن في صنعاء يتمتع بقوة شرائية أعلى بثلاثة أضعاف من نظيره في عدن.

هذا الارتفاع لم يأت من فراغ، بل جاء بعد سنوات من الانهيار المدمر الذي بدأ مع اندلاع الصراع في 2014، عندما كان الدولار يساوي 215 ريالاً فقط. "مثل عودة المطر بعد سنوات جفاف في الصحراء اليمنية", هكذا وصف د. عبدالله الاقتصادي، الخبير النقدي، هذا التحسن المفاجئ، مضيفاً: "هذا مؤشر إيجابي لكن نحتاج استمرارية لثلاثة أشهر للحكم على الاتجاه". العوامل وراء هذا التحسن تشمل استقراراً نسبياً في الأسواق وتحسناً في تدفق العملة الصعبة، لكن الخبراء يتوقعون تحركات طفيفة في الأيام المقبلة.

بالنسبة للمواطن اليمني العادي، هذا التحسن يعني الكثير. "لأول مرة منذ سنوات أستطيع شراء كيلو لحم لأطفالي", يقول سالم العامل البالغ من العمر 28 عاماً بصوت مرتجف من الفرح. أم محمد، ربة منزل من عدن، تضيف: "راتب زوجي لا يشتري إلا ربع ما كان يشتريه قبل الحرب، لكن اليوم شعرت ببصيص أمل". هذا الاستقرار النسبي قد يؤدي إلى انخفاض أسعار السلع المستوردة وزيادة النشاط التجاري، لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استمراريته وتوحيد أسعار الصرف بين المحافظات.

رغم التفاؤل الحذر الذي يسود الأسواق اليمنية، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استدامة هذا التحسن. الريال اليمني، مثل مريض بدأ يتعافى ببطء بعد غيبوبة طويلة، لا يزال بحاجة لرعاية مستمرة وحماية من الانتكاسات. السؤال الذي يؤرق كل يمني اليوم: هل هذه بداية النهوض الحقيقي للريال اليمني، أم مجرد هدنة مؤقتة في معركة طويلة ضد الانهيار؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، والحذر يبقى سيد الموقف.

شارك الخبر