في تطور مذهل هز العالم العربي، كسر المنتخب المغربي حاجز الـ 13 عاماً من الانتظار ليقتحم نهائي كأس العرب 2025 بفوز ساحق على الإمارات 3-0، محققاً إنجازاً تاريخياً للمرة الثانية في تاريخه. ملعب خليفة الدولي تحول إلى مسرح لسيمفونية مغربية ساحرة، بينما الجماهير تنتظر بفارغ الصبر موعد النهائي الذي بات على الأبواب.
شهد الملعب القطري لحظات خالدة عندما افتتح كريم البركاوي التسجيل بضربة رأس صاعقة في الدقيقة 28، واضعاً الكرة في الزاوية اليمنى بعيداً عن متناول حمد المقبالي. "هذا المنتخب مختلف، لديه عقلية الأبطال" كما علق محلل كرة القدم المخضرم، بينما ياسين التازي، مشجع مغربي من الدار البيضاء، رقص من الفرح هاتفاً "عدنا للنهائي كما وعدنا". الهيمنة المغربية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث ضاعف أشرف المهديوي الفارق في الدقيقة 83، قبل أن يطلق عبدالرزاق حمدالله رصاصة الرحمة في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
منذ انتصار 2012 التاريخي على ليبيا بركلات الترجيح في السعودية، والمغرب يحلم بالعودة لعرش كرة القدم العربية. الاستعداد المثالي والخبرة المكتسبة من مونديال قطر 2022 انعكست واضحة على أداء أسود الأطلس، الذين أظهروا نضجاً تكتيكياً يذكرنا بأعظم المنتخبات العربية. كما فعلوا أمام العالم في كأس العالم، يعيد المغاربة صناعة المعجزات، والفرق في الأداء كان كالمسافة بين الأرض والسماء مقارنة بالمنافس الإماراتي.
شوارع الرباط والدار البيضاء تحولت إلى كرنفال حقيقي، بينما الفرحة تعم كل بيت مغربي في انتظار النهائي المرتقب. المنتخب المغربي سيواجه الفائز من لقاء السعودية والأردن في مباراة نهائية تحمل طموحات ملايين المشجعين. أحمد المنصوري، مشجع إماراتي من دبي، جلس صامتاً على المدرجات وهو يشاهد أحلام منتخبه تتبخر هدفاً بعد آخر، في مشهد يعكس المشاعر المختلطة التي شهدها الملعب. الحذر واجب رغم الثقة العالية، فالنهائي مباراة مختلفة والخصم القادم لن يستسلم بسهولة.
فوز ساحق، تأهل مستحق، وحلم قاب قوسين أو أدنى من التحقق. النهائي القادم يحمل فرصة ذهبية للمغرب لتحقيق اللقب الثاني وترسيخ مكانته كقوة عربية في كرة القدم. الموعد مع التاريخ بات قريباً، والسؤال الذي يحير الملايين: هل سيحقق أسود الأطلس حلم الملايين ويعيدون كأس العرب إلى المغرب مرة أخرى؟
