في تطور مدمر هز أركان الكرة السعودية، سقط الأخضر بصفر مؤلم أمام الأردن ليتبخر حلم 35 مليون سعودي في 90 دقيقة من العجز التام. صفر أهداف - هذا هو الرقم الصادم الذي كتب نهاية مأساوية لطموحات الوصول للنهائي، بينما خيّم صمت مطبق على ملعب البيت في قطر حيث شهدت المدرجات السعودية لحظات من الذهول الخالص.
في مشهد لن تمحوه الذاكرة الرياضية، تحطمت الهجمات السعودية كالأمواج على صخور الدفاع الأردني المنيع طوال 90 دقيقة من الإحباط الخالص. "لم تكن هذه النتيجة التي كنا نرغب في تحقيقها" - اعترف هيرفي رينارد بصوت مرتجف يعكس حجم الصدمة التي ألمت بالجهاز الفني. محمد العوامي، المشجع السعودي الذي سافر من الرياض خصيصاً للمباراة، وقف مذهولاً وهو يشاهد مدخرات عواطفه الرياضية تتبخر في هدف أردني وحيد قتل الأحلام في لحظة قاسية.
ليست هذه المرة الأولى التي يصطدم فيها الأخضر بجدار دفاعي منيع، فالذاكرة تستدعي خسارة مماثلة أمام العراق في كأس الخليج 2019. التكتيك الأردني المحكم نجح في إغلاق جميع المساحات، تاركاً اللاعبين السعوديين في حالة عجز تام عن إيجاد الحلول الإبداعية. "الأداء السعودي افتقر للإبداع والحلول التكتيكية" - أكد الدكتور أحمد الشمراني، المحلل الكروي المتخصص، بينما توقع خبراء آخرون مراجعة شاملة قد تطال رأس الجهاز الفني.
الإحباط الذي سيطر على الشارع السعودي امتد من المقاهي الشعبية إلى المجالس الراقية، حيث تحولت احتفالات متوقعة إلى جلسات حداد رياضي. "حينما تكون النتيجة غير إيجابية، فإن سهام اللوم تتجه إلى المدرب" - اعتراف صادم آخر من رينارد يعكس إدراكه لحجم الضغط المتصاعد. مباراة المركز الثالث أمام الإمارات يوم الخميس تمثل الفرصة الأخيرة لاستعادة جزء من الكرامة المفقودة، وسط ردود أفعال منقسمة بين المطالبين برأس المدرب والداعين للصبر في هذه اللحظات الحرجة.
حلم ضائع وفرصة مهدرة - هكذا يمكن تلخيص ما حدث في قطر، حيث مباراة الخميس ستحدد ما إذا كانت هذه الهزيمة مجرد كبوة عارضة أم بداية انحدار حقيقي. الوقوف خلف المنتخب في هذه اللحظات الصعبة بات ضرورة وطنية قبل أن تكون رياضية. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل سينهض الأخضر من كبوته أم أن الأسوأ قادم مع استحقاقات أكبر في الأفق؟