500 ألف دولار مقابل ستة أشهر فقط! هذا ما دفعه النادي الأهلي لضمان خدمات النجم المغربي يوسف بلعُمري، في صفقة تُعتبر من أغلى الاستثمارات قصيرة المدى في تاريخ الكرة المصرية. اللاعب الذي رفض عروضاً مغرية من أندية الخليج وروسيا يستعد لخوض مغامرة جديدة في القاهرة، والساعات القادمة ستحدد مصير صفقة القرن.
يتطلع مشجعو الأهلي بفارغ الصبر لوصول الظهير الأيسر المغربي إلى القاهرة لإجراء الفحص الطبي الحاسم. "المفاوضات تسير بشكل جيد" كما صرح بلعُمري نفسه، نافياً شائعات صفقة التبادل التي ربطت اسمه بأشرف داري ورضا سليم. محمد السيد، مشجع أهلاوي من المنصورة، يعبر عن مشاعر الآلاف: "كنت خائفاً من عدم إتمام الصفقة بسبب المنافسة الخليجية الشرسة". الرقم المدفوع يعادل راتب لاعب محلي لخمس سنوات كاملة، مما يؤكد جدية الأهلي في تعزيز صفوفه.
هذه الصفقة تستدعي ذكريات عودة محمد أبو تريكة للأهلي، حين اختار القلب على المال وأصبح أسطورة. بلعُمري البالغ من العمر 24 عاماً واجه نفس المعضلة، لكن إرادته في ارتداء القميص الأحمر كانت أقوى من الطوفان. الخبير الكروي د. أحمد شوقي يؤكد: "هذه الصفقة دليل على أن الأهلي مازال قادراً على جذب النجوم رغم المنافسة المالية الضارية". تاريخ النادي الأحمر مع النجوم المغاربة حافل بالنجاحات، من هاشم مستور إلى وليد سليمان.
الصفقة ستؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين المشجعين الذين يترقبون عودة الأهلي لمنصات التتويج القارية. ارتفاع أسعار التذاكر متوقع بنسبة 30%، وزيادة المتابعة الإعلامية ستجعل كل مباراة حدثاً جماهيرياً مميزاً. أمين الصادق، المراسل الرياضي الذي تابع المفاوضات، يكشف: "المفاوضات كانت صعبة كمعركة شد حبل، لكن إرادة بلعُمري حسمت الأمر". الاستثمار في مشاهدة المباريات سيكون فرصة ذهبية، لكن التوقعات المبالغ فيها قد تضغط على اللاعب الشاب.
الأيام القادمة ستكشف هل سيبرر بلعُمري الاستثمار الضخم فيه، أم أن الأهلي راهن على الحصان الخطأ. الفحص الطبي اليوم سيحدد مصير نصف مليون دولار، وحلم ملايين المشجعين بعودة العملاق الأحمر لعرش القارة الأفريقية. هل ستكون هذه بداية عصر جديد، أم مجرد صفقة باهظة الثمن؟ الساعات القادمة تحمل الإجابة.