في تطور مثير هز الأوساط الرياضية المصرية، تستعد 21 فريقاً كروياً لخوض معركة نارية من أجل جائزة تاريخية تقدر بـ 10 ملايين جنيه - مبلغ يعادل راتب نجم كرة قدم لعام كامل! العمالقة الثلاثة الأهلي والزمالك وبيراميدز يقفون على أعتاب مواجهات مصيرية قد تحدد هوية بطل كأس عاصمة مصر في نسختها الخامسة، والساعات القادمة ستكشف من سيحصد الثروة ومن سيعود بخفي حنين.
تنطلق الجولة الثانية من دور المجموعات الخميس المقبل في أجواء محتدمة تذكرنا بكأس مصر في نسخها الأولى، حيث يواجه الأهلي سيراميكا في تحدٍ حقيقي، بينما يصطدم الزمالك مع حرس الحدود في مباراة قد تحمل مفاجآت. أما بيراميدز فيخوض اختباراً صعباً أمام الجونة. "البطولة تشهد نمواً مستمراً في الشعبية والمكانة" كما يؤكد المحللون الرياضيون، فيما يكشف أحمد محمد، مشجع غزل المحلة، عن قلقه: "نخشى من مواجهة فاركو الصعبة، لكن الحلم يستحق المغامرة."
خلف هذا الحماس المتصاعد تقف قصة نجاح حققتها البطولة في زمن قياسي، فخلال 5 سنوات فقط تمكنت من ترسيخ مكانتها كحدث رياضي مهم. السر يكمن في زيادة الجوائز المالية التي وصلت إلى مستويات قياسية: 10 ملايين للبطل، 4 ملايين للوصيف، ومليونان للثالث. هذه الأرقام الضخمة - التي تعادل بناء مدرسة كاملة - أشعلت حماس الأندية وجعلت المنافسة تشتعل كالنار في الهشيم. د. أحمد شوبير، المحلل الرياضي المخضرم، يتوقع "مفاجآت كبيرة في هذه الجولة، فالجوائز المالية غيرت قواعد اللعبة تماماً."
تأثير البطولة تجاوز حدود الملاعب ليصل إلى الحياة اليومية للمصريين، حيث تعيد الأسر ترتيب أولوياتها لمشاهدة المباريات عبر قناة أون سبورت. في المقاهي الشعبية، تدور النقاشات الحامية حول توقعات النتائج، بينما تشهد مواقع بيع التذاكر إقبالاً منقطع النظير. كريم سالم، مشجع الزمالك الذي حضر جميع النسخ السابقة، يقول بحماس: "هذه السنة مختلفة، الإثارة تفوق كل التوقعات والجوائز تستحق كل هذا الجهد." الفرص الذهبية تنتظر الأندية الصغيرة لكتابة التاريخ وإثبات أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء الكبيرة فقط.
مع اقتراب موعد الحقيقة، تقف مصر كلها على أعتاب 3 أيام من الإثارة الخالصة ستحدد مصير 21 فريقاً و10 ملايين جنيه. النسخة الخامسة من كأس عاصمة مصر تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كالحدث الكروي الأبرز، والجماهير تحبس أنفاسها ترقباً للحظات التي ستُكتب بماء الذهب في تاريخ الرياضة المصرية. السؤال المحوري الآن: هل ستحافظ العمالقة على عروشها أم أن المفاجآت الكروية ستعيد رسم خريطة البطولة من جديد؟