في تطور مناخي صادم يهز أسس الطقس السعودي، تستعد المملكة لمواجهة موجة برد قطبية رابعة في موسم واحد - رقم لم تشهده المنطقة منذ عقود كاملة. خلال 48 ساعة فقط، ستنخفض درجات الحرارة تحت الصفر في 11 منطقة رئيسية، محولة الصحراء التي تتجاوز حرارتها 50 درجة مئوية صيفاً إلى ثلاجة عملاقة تجمد الأنفاس وتغير معالم الحياة اليومية بشكل جذري.
د. عبدالعزيز الحصيني، خبير المناخ المعترف به دولياً، يصف الموجة القادمة بأنها "الأقسى في الوقت الحالي"، مؤكداً أنها تتجاوز السابقات في شدتها استناداً إلى بيانات الرصد الجوي المتقدمة. كتلة هوائية قطبية بحجم دولة كاملة تندفع بقوة إعصار وسرعة قطار سريع نحو الجوف وحائل والطائف، حيث تشهد تكون طبقة رقيقة من الثلج على قمم الجبال للمرة الأولى منذ سنوات. أم محمد من الجوف، البالغة 45 عاماً، تروي بألم: "أرى أطفالي يرتجفون من البرد، وفاتورة الكهرباء ارتفعت بنسبة 300% خلال أسبوع واحد فقط."
يأتي هذا البرد القارس كنتيجة لنمط مناخي غير مسبوق، حيث حدثت تغيرات جذرية في تيارات الرياح العلوية سمحت بوصول 4 موجات برد في موسم واحد فقط. الخبراء يقارنون الوضع الحالي بالموجات الأسطورية في الثمانينيات والتسعينيات التي لا يزال كبار السن يتذكرونها بوضوح، لكن بتكرار لم تشهده المنطقة من قبل. د. الحصيني يحذر من أن "هذا النمط الجديد قد يصبح القاعدة وليس الاستثناء"، مشيراً إلى دور الاحتباس الحراري كعامل غير مباشر في تعزيز هذه التقلبات الجوية الشديدة التي تحول الصحراء الذهبية إلى بساط أبيض مفاجئ.
مع اقتراب الموجة القطبية، تتغير حياة ملايين السعوديين جذرياً. الطلب على الكهرباء يرتفع بمعدلات قياسية لتشغيل أجهزة التدفئة، بينما تزداد حالات الأمراض التنفسية في المستشفيات. فهد المطيري من حائل، البالغ 28 عاماً، يصف تجربته المذهلة: "شاهدت تكون الثلج لأول مرة في حياتي، كان المنظر ساحراً ومخيفاً في نفس الوقت." في المقابل، حقق أحمد الزهراني، مستثمر أجهزة التدفئة، أرباحاً بنسبة 500% خلال أسبوع واحد، مؤكداً أن "الطلب فاق كل التوقعات والمخازن تفرغ بسرعة البرق."
للاستعداد الأمثل لهذه الموجة الاستثنائية، ينصح الخبراء بتطبيق استراتيجية شاملة تشمل عزل النوافذ والأبواب، وتجهيز مخزون كافٍ من الأغذية والأدوية، وفحص أنظمة التدفئة قبل بدء الموجة. مع توقعات بامتداد التأثيرات حتى أوائل الأسبوع التالي وإمكانية ظهور موجات إضافية، يطرح السؤال الحاسم: هل نشهد بداية عصر مناخي جديد يحول الصحراء العربية إلى منطقة ذات شتاء قارس للأبد؟
