في مشهد أشبه بالإعصار الذي اجتاح خزائن اليمنيين، تهاوت أسعار الذهب بمقدار 588 ريال يمني في يوم واحد، وهي صدمة جعلت الجميع يتسائل: هل هذه هي الفرصة الذهبية التي يجب اغتنامها، أم الفخ الذي سيقع فيه الجميع؟ في بلد يعيش حرباً دموية منذ عقد، يبقى الذهب الملاذ الآمن والأمل الوحيد وسط ظلام الانهيار الاقتصادي. الخبراء يحذرون: هل تتخذ الخطوة الصحيحة؟
شهدت الأسواق اليمنية لهفة غير مسبوقة، حيث هرع المواطنون لمتابعة انخفاض سعر الذهب لعيار 24 قيراط عند 32,180 ريال (ما يعادل 135 دولار)، وعيار 22 قيراط عند 29,498 ريال (124 دولار) بنسبة انخفاض بلغت 1.8%. وفي تصريح خاص، قال خبير الاقتصاد د. أحمد المخلافي: "الذهب لم يعد رفاهية، بل صار ضرورة للبقاء في عهد انهيار العملات." أما المشهد، فقد كان مفعماً بالأمل والخوف في آن واحد حيث أرهقت العائلات عقولها بالتفكير بين بيع ما تملك وتأمين مستقبل أطفالها.
على مدى عقد، يعيش اليمن حالة من الحرب التي أدت إلى تدمير الاقتصاد بالكامل، وأصبح الذهب هو السلاح الوحيد ضد انهيار العملة والتضخم المتصاعد. وفيما تشير الأزمات العالمية السابقة إلى أن الذهب كان الملاذ الآمن، يظن البعض أن المشهد في اليمن ليس مستثنى، حيث يتوقع خبراء مزيداً من التقلبات في الأسعار مع استمرار عدم الاستقرار السياسي.
في ظل هذا الوضع، تعيش الأسر اليمنية تحديات يومية، حيث تضطر الأمهات لبيع مجوهراتهن لتوفير الدواء لأبنائهن، بينما يؤجل العرسان حفل زفافهم بسبب الارتفاع المذهل في تكلفة الذهب. تأتي المشاعر مختلطة بين الخطر والفرص، مع تحذيرات من عمليات الغش وفرص للاستثمار الذكي وفق استراتيجية حكيمة. بينما تتابع الأسر والمستثمرون كل خبر صغير يغريهم بالنظر إلى المستقبل وتذكيرهم بالماضي.
قد تكون هذه اللحظة حاسمة لمشهد تاريخي غير مسبوق، حيث تجمع النقاط بين أسعار قياسية وتقلبات تهدد الحياة اليومية، ومع ذلك يبقى الذهب هو الرهان الآمن في وسط مستقبل مبهم. يُنصَح الجميع بمتابعة السوق يومياً، واستشارة الخبراء، والسؤال النهائي يبقى مفتوحاً: "في زمن اللايقين، أيمكن أن يكون الذهب الحصن الأخير؟"