في تطور صادم هز أسس الحياة في المملكة، تحطمت أحلام 3.2 مليون مقيم خلال 24 ساعة فقط بعد إعلان المديرية العامة للجوازات قيوداً مشددة على تأشيرات الزيارة العائلية تقصرها على الأسرة المباشرة فقط. هذا الزلزال الإداري الذي أطاح بـ 60% من التأشيرات في ضربة واحدة، حوّل مكاتب الترجمة إلى خلايا نحل مشتعلة وأغرق الملايين في بحر من الهلع والارتباك، بينما يحذر الخبراء: كل دقيقة تأخير في فهم القواعد الجديدة قد تكلف أسرتك فرصة الاجتماع إلى الأبد.
انقلبت حياة محمد العامري، المهندس المصري الذي يعمل في الرياض منذ 8 سنوات، رأساً على عقب حين اكتشف استحالة استقدام والديه المسنين لزيارته. "شعرت وكأن الأرض انشقت تحت قدمي"، يروي محمد بصوت مرتجف، بينما تؤكد الإحصائيات الرسمية أن 3.2 مليون مقيم يواجهون نفس المأساة. أحمد البنغالي، صاحب مكتب ترجمة في جدة، يصف الوضع قائلاً: "تضاعفت الطلبات 5 مرات خلال أسبوع واحد، والهواتف لا تتوقف عن الرنين"، فيما يؤكد خبير الهجرة د. خالد الشمري أن "هذه الخطوة ستعيد رسم خارطة العمالة الأجنبية في المملكة خلال عامين فقط".
تأتي هذه الضربة القاضية ضمن سلسلة إصلاحات متصاعدة بدأت في 2017 كجزء من رؤية 2030 الطموحة، التي تهدف لمكافحة استغلال تأشيرات الزيارة في العمل غير المشروع وتعزيز نسب السعودة. هذا التشديد المنهجي، الذي يشبه في قوته قانون الهجرة الأمريكي في الثمانينيات، يستهدف إعادة هيكلة سوق العمل بشكل جذري. الخبراء يتوقعون أن يشهد المشهد الاقتصادي تحولاً زلزالياً، حيث ستنخفض التأشيرات بمعدل 60% خلال الأشهر القادمة، مما يعني أن من كل 10 تأشيرات كانت تُمنح سابقاً، ستُمنح 4 فقط الآن.
في الشوارع والمقاهي، تتردد أصداء القلق والخوف من المجهول، بينما تشهد فاطمة الزهراني، الخريجة السعودية الحديثة، الوجه الآخر للعملة: "حصلت على وظيفة أحلامي في شركة تقنية بعد مغادرة موظف أجنبي". هذا التناقض الصارخ يرسم ملامح عصر جديد، حيث يواجه المقيمون صعوبات متزايدة في التخطيط العائلي وارتفاع تكاليف التوثيق والترجمة، بينما تنفتح فرص ذهبية أمام الشباب السعودي. النصائح العملية تتدفق من كل صوب:
- ابدأ ترتيب الأوراق المطلوبة فوراً - التأخير قد يعني الرفض القاطع
- تابع التحديثات الرسمية يومياً - القواعد تتغير بسرعة البرق
- استعن بمكاتب ترجمة معتمدة - الأخطاء الآن أصبحت باهظة الثمن
- ضع خطط بديلة للزيارات العائلية - العفوية لم تعد خياراً
مع انتشار رائحة القلق في أروقة المكاتب الحكومية وأصوات الهمس القلق في التجمعات العائلية، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في الهواء: هل ستتمكن السعودية من المحافظة على جاذبيتها كمقصد للعمالة المتخصصة مع استمرار هذا التشديد؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان هذا الزلزال سيبني أسساً جديدة أقوى، أم سيترك خلفه أنقاضاً من الأحلام المحطمة والعائلات المتناثرة.