في تطور مذهل يهز مجتمعات المقيمين في السعودية، أعلنت الحكومة قراراً استثنائياً يوفر لستة فئات محددة مئات الريالات سنوياً من خلال الإعفاء الكامل من رسوم تجديد الإقامة. للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ستتمكن هذه الفئات من تجديد إقاماتها مجاناً تماماً، في قرار وُصف بأنه "هدية حكومية" للمقيمين المحظوظين. الخبراء يحذرون: لديك 90 يوماً فقط للتجديد.. وإلا فالعواقب قد تكون وخيمة!
فاطمة أحمد، طالبة مصرية تحمل منحة دراسية، لم تصدق الخبر في البداية. "كنت أوفر من مصروفي الشهري لدفع 650 ريالاً لتجديد الإقامة، والآن سأتمكن من إرسال هذا المبلغ لأسرتي في مصر"، تقول فاطمة وهي تتصفح منصة أبشر بحماس شديد. الأرقام مذهلة: العمالة المنزلية توفر 600 ريال، الموظفون في القطاع الخاص يوفرون 650 ريالاً، بينما المرافقون يوفرون 400 ريال شهرياً لكل فرد. د. محمد الشمراني، خبير الهجرة والعمالة، يؤكد أن هذا القرار سيوفر 2.4 مليار ريال للمقيمين المستفيدين سنوياً.
القرار لم يأتِ من فراغ، بل يندرج ضمن استراتيجية طموحة لرؤية 2030 الرامية لجذب الاستثمارات الأجنبية واستقطاب أفضل الخبرات العالمية. المنافسة الإقليمية على أشدها، والسعودية تدرك أن العبء المالي على المقيمين قد يدفعهم للبحث عن بدائل في دول الخليج المجاورة. الخبراء يشبهون هذا القرار بإلغاء الضرائب في العصر الذهبي الإسلامي لتشجيع التجارة والازدهار الاقتصادي. وزارة الداخلية تؤكد أن هذا مجرد البداية لسلسلة إصلاحات تهدف لتعزيز الاستقرار والرضا بين المقيمين.
أم سارة، عاملة منزلية فلبينية، تبكي فرحاً وهي تحكي قصتها: "راتبي 1500 ريال شهرياً، و600 ريال للإقامة تعني لي الكثير - ستساعدني في تعليم أطفالي في الفلبين". التأثير على الحياة اليومية فوري وملموس: 800 ريال توفرها بعض الفئات تكفي لشراء 200 كيلو أرز أو دفع فاتورة كهرباء شهرين كاملين. علي حسين، مقيم يمني متزوج من سعودية معاقة، لم يعد ينام قلقاً من رسوم الإقامة: "شعور الأمان لا يُقدر بثمن". السيناريو الأفضل يشير لتوسيع الإعفاءات مستقبلاً، بينما يحذر خبراء من ضرورة استيفاء الشروط بدقة لتجنب فقدان الامتياز.
ستة فئات محظوظة تحصل على بطاقة VIP للإقامة المجانية، بينما مئات الآلاف الآخرون ينتظرون دورهم. الفرصة سانحة الآن لاستثمار المال الموفر في تحسين مستوى المعيشة أو تعليم الأطفال. المخاطر واضحة: التأخير في التجديد لأكثر من 90 يوماً قد يعني عقوبات مالية متصاعدة أو حتى الترحيل. هل تنتمي لإحدى الفئات الست المحظوظة؟ أم ستبقى تدفع مئات الريالات كل عام بينما يتنفس الآخرون الصعداء؟