الرئيسية / محليات / عاجل: انتهت المعاناة! صرف رواتب 1.2 مليون موظف يمني بعد انقطاع 5 شهور… هل ستنتظم شهرياً؟
عاجل: انتهت المعاناة! صرف رواتب 1.2 مليون موظف يمني بعد انقطاع 5 شهور… هل ستنتظم شهرياً؟

عاجل: انتهت المعاناة! صرف رواتب 1.2 مليون موظف يمني بعد انقطاع 5 شهور… هل ستنتظم شهرياً؟

نشر: verified icon بلقيس العمودي 04 ديسمبر 2025 الساعة 01:10 مساءاً

في تطور مفصلي هز اليمن من أقصاه إلى أقصاه، انتهت أطول أزمة رواتب في التاريخ الحديث للبلاد بإعلان رسمي عن صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 لأكثر من 1.2 مليون موظف حكومي. 150 يوماً كاملة من الانتظار الجهنمي تحولت إلى لحظة فرج تاريخية، حيث تدفقت ملايين الريالات نحو حسابات الموظفين، منهية كابوساً عاشته 6 ملايين نفس يمنية. لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستستمر هذه المعجزة أم أنها مجرد قطرة في صحراء اليأس؟

الموجة الأولى من الفرح اجتاحت البيوت اليمنية كالتسونامي، بينما تحركت طوابير الموظفين نحو البنوك في مشاهد تحبس الأنفاس. أحمد المكلا، موظف في وزارة التربية وأب لخمسة أطفال، لا يصدق ما يحدث: "اضطررت لبيع سيارتي الوحيدة لإطعام أطفالي، واليوم أشعر وكأنني أحلم." فاطمة الحوثي، الموظفة في البنك المركزي، تؤكد أن الفرق عملت ليل نهار لتنفيذ الآلية الاستثنائية. الأرقام تتحدث عن نفسها: 70% من إيرادات المحافظات الجنوبية لم تصل للخزينة، ما خلق فجوة مالية بحجم كارثة طبيعية.

خلف هذا الإنجاز تقف قصة صراع مرير بدأ منذ بداية 2025، عندما دخل اليمن في نفق اقتصادي مظلم لم يشهد له مثيلاً. د. محمد الأهدل، خبير الاقتصاد اليمني، يكشف: "الأزمة جذورها أعمق من مجرد نقص سيولة، إنها نتاج سيطرة على موارد النفط والغاز التي كانت تغطي فاتورة المرتبات." المفاوضات المستمرة منذ 2022 بوساطة عمانية تشهد تقدماً بطيئاً، بينما تتصدر قضية الرواتب خارطة طريق السلام. مقارنة بأزمات سابقة، هذه المرة كانت الأطول والأقسى على الإطلاق.

التأثير لا يتوقف عند أرقام الحسابات البنكية، بل يمتد ليشمل كل تفصيل في الحياة اليومية لملايين اليمنيين. سالم باحميد من عدن يروي: "انتظرت 5 أشهر أمام البنك كل شهر على أمل، واليوم ولدت من جديد." الأسواق اليمنية تشهد انتعاشاً فورياً، محلات البقالة والصيدليات تعج بالحركة بعد شهور من الركود. لكن التحديات تبقى هائلة: ضمان الاستمرارية، مواجهة التضخم المحتمل، والأهم من ذلك كله - إيجاد حل دائم يضمن عدم تكرار هذا الكابوس.

الآلية الاستثنائية نجحت في كسر حلقة اليأس، لكنها حل مؤقت في صراع أكبر من أجل مستقبل اليمن. التعزيزات المالية عبر هيئة البريك وبنك التسليف الزراعي تمثل شريان حياة، بينما تؤكد الحكومة التزامها بالصرف الشهري حسب الإمكانات المتاحة. النظرة للمستقبل تحمل الأمل والحذر معاً، فالطريق نحو الاستقرار الدائم لا يزال طويلاً ومحفوفاً بالتحديات. هل ستكون هذه بداية النهاية لمعاناة الشعب اليمني؟ أم مجرد هدنة قصيرة في حرب طويلة ضد الفقر واليأس؟ الإجابة في الأسابيع القادمة...

شارك الخبر