في لحظة تاريخية هزت أركان القارة السمراء، انفجر أحمد عاطف "قطة" بهاتريك ناري ضد ريفيرز يونايتد النيجيري، ليصبح أول مصري منذ 310 أيام يحطم هذا الرقم في دوري أبطال إفريقيا. في 19 دقيقة فقط، أعاد هذا النجم الصاعد مصر إلى خريطة النجوم الأفارقة، محققاً معجزة لم يشهدها الملعب الإفريقي منذ إمام عاشور في يناير الماضي.
تحولت مواجهة بيراميدز وريفيرز يونايتد إلى حفلة مصرية خالصة، حين انقض "قطة" على المرمى النيجيري كالنمر المفترس، مسجلاً ثلاثية مدمرة في الدقائق 52 و58 و71. "لحظة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة المصرية"، هكذا علق د. محمود الخضري المحلل الكروي، بينما انفجرت الجماهير المصرية فرحاً في مشهد أذهل حتى الخصوم النيجيريين. كريم الجماهيري، أحد مشجعي بيراميدز، روى لحظات الانتشاء: "صرخت من الفرحة حتى فقدت صوتي، كان كالحلم!"
هذا الإنجاز يحمل دلالات تاريخية عميقة، فمنذ هاتريك ناصر منسي ضد المريخ السوداني في 2023، وإمام عاشور ضد استاد أبيدجان يناير الماضي، لم تشهد البطولة الإفريقية ثلاثية مصرية. حسام البدري، المدرب السابق، كشف: "توقعت تألق عاطف هذا الموسم، لكن هذا المستوى فاق كل التوقعات". الأرقام تؤكد ندرة هذا الحدث: فقط 3 لاعبين مصريين حققوا هذا الإنجاز في التاريخ الحديث للبطولة.
تأثير هذا الهاتريك تجاوز حدود الملعب ليصل إلى الشارع المصري، حيث عادت أحاديث الكرة الإفريقية إلى المقاهي والبيوت. أحمد عاطف، البالغ من العمر 26 عاماً والذي حلم منذ الطفولة أن يصبح مثل محمد صلاح، يجد نفسه الآن في دائرة الضوء الأوروبية. هدير الجماهير الذي اهتز له الملعب، وصوت اصطدام الكرة بالشباك ثلاث مرات - هذه هي اللحظات التي تصنع الأساطير. الآن، تتزايد التوقعات حول قدرة بيراميدز على الوصول لمراحل متقدمة، بينما تنتظر الأندية الأوروبية تطورات الوضع بحذر شديد.
بينما يحتفل الملايين من عشاق الكرة المصرية بهذا الإنجاز التاريخي، تبقى الأسئلة الكبيرة معلقة في الهواء. هل هذا مجرد بداية لموسم أسطوري سيضع بيراميدز على خريطة النهائيات الإفريقية؟ أم أنها ومضة عابرة في سماء مليئة بالتحديات؟ الإجابة ستكتب في المباريات القادمة، حيث ينتظر عشاق الكرة أن يشهدوا ولادة نجم جديد قد يعيد للكرة المصرية مجدها الإفريقي المفقود.