في تطور يهز عروش الكرة العالمية، مرت 96 سنة منذ انطلاق كأس العالم دون أن ترفع قارة بأكملها الكأس الذهبية، لكن للمرة الأولى في التاريخ، 9 منتخبات إفريقية ستقاتل معاً في مونديال 2026 لكسر أكبر لعنة في تاريخ الكرة. ومع تتويج أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025، وجه رئيس الاتحاد الإفريقي رسالة مباشرة للنجم المغربي المصاب: "أحتاج إلى قدمك لتجعلنا فخورين".
باتريس موتسيبي، رئيس "كاف"، لم يخف حماسه خلال حفل التتويج، معلناً بثقة لا تتزعزع: "يوماً ما سيتوج بلد إفريقي بكأس العالم، وسنكون أبطال العالم". حكيمي، الذي أصبح أول مغربي يحصل على الجائزة منذ مصطفى حجي قبل 27 عاماً، تفوق على عملاقي الكرة محمد صلاح وفيكتور أوسيمين. أحمد المرادي، مشجع مغربي حضر الحفل، روى بعيون دامعة: "حلمت بهذا اليوم طوال 25 سنة من متابعة الكرة، والآن أشعر أن القارة بأكملها تنهض".
هذا الإنجاز ليس مصادفة، بل ثمرة تطور استثنائي بدأ مع المعجزة المغربية في مونديال قطر 2022، عندما حطم أسود الأطلس الحاجز النفسي ووصلوا للمربع الذهبي كأول منتخب إفريقي في التاريخ. الدكتور كريم الصادق، محلل رياضي متخصص، يؤكد: "مستوى الكرة الإفريقية وصل لنضج استثنائي، والجيل الحالي من اللاعبين في الدوريات الأوروبية يمتلك الخبرة والجودة لصنع التاريخ". مع زيادة التمثيل الإفريقي بنسبة 80% في مونديال 2026، تبدو النجوم متراصة لانتفاضة كروية حقيقية.
لكن التحدي الأكبر يكمن في ترجمة الأحلام إلى واقع ملموس. ملايين الأفارقة من المحيط للخليج ينتظرون اللحظة التي ستغير نظرة العالم لقدراتهم، بينما تتصاعد الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية بوتيرة متسارعة. فاطمة حسن، مصرية متابعة للكرة، تعبر عن مشاعر مختلطة: "صلاح يستحق الجائزة، لكنني فخورة بإنجاز أي لاعب إفريقي، فنحن في النهاية قارة واحدة نحلم بحلم واحد". الفرصة الذهبية في 2026 قد لا تتكرر قريباً، والعد التنازلي بدأ لأهم معركة في تاريخ الكرة الإفريقية.
مع استعداد منتخبات مصر والمغرب وتونس والجزائر والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا والسنغال وغانا وكوت ديفوار لحمل آمال 1.4 مليار إفريقي، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد أعيننا اللحظة التي انتظرتها قارة بأكملها 96 عاماً؟ أم ستبقى اللعنة مستمرة؟ الجواب في أيدي تسعة منتخبات تحمل على أكتافها حلم قارة بأكملها، وقدم أشرف حكيمي التي يحتاجها موتسيبي "لصنع التاريخ" في مونديال سيُكتب بماء الذهب.