في تطور صادم هز الضمير العالمي، كشف البنك الدولي أن أكثر من 18 مليون يمني - 60% من السكان - يواجهون الموت جوعاً في ظل انهيار اقتصادي مدوي شهد تراجع العملة إلى مستويات تاريخية بلغت 2905 ريالات للدولار الواحد. الخبراء يصرخون: اليمن على بُعد أشهر قليلة من مجاعة كاملة قد تمحو جيلاً بأكمله من على وجه الأرض!
تقرير مدوي صادر عن البنك الدولي بعنوان "التغلب على المصاعب المتزايدة" يكشف عن كارثة اقتصادية حقيقية تعصف باليمن، حيث ارتفعت أسعار الطعام بنسبة 26% خلال ستة أشهر فقط، بينما تراجعت إيرادات الحكومة بنسبة 30%. "فاطمة أحمد، أم لأربعة أطفال من تعز، تبيع آخر قطعة ذهب تملكها لتشتري كيلو أرز واحد"، تحكي قصتها وهي تكافح الدموع: "أطفالي يسألونني عن العشاء وأنا لا أعرف ماذا أجيب."
خلف هذه الأرقام المرعبة تقف عقد كامل من الصراع المدمر الذي حول اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم. الحصار المستمر على صادرات النفط - شريان الحياة الوحيد للاقتصاد اليمني - إلى جانب الضربات على الموانئ وانتقال البنوك من صنعاء إلى عدن، كل ذلك خلق عاصفة مثالية من الدمار الاقتصادي. دينا أبو غيدا، مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن، تحذر بصراحة مؤلمة: "استقرار الاقتصاد اليمني مرهون بوجود مؤسسات فعالة، وهذا ما نفتقده تماماً الآن."
في الشوارع اليمنية، تتكشف مأساة إنسانية لا توصف: عائلات بأكملها تأكل وجبة واحدة يومياً، مستشفيات تغلق أبوابها لعدم القدرة على شراء الأدوية، وأطفال نحيلون يمدون أيديهم للمارة في مشهد يقطع القلوب. علي حسن، بائع في سوق صنعاء القديم، يروي بصوت مخنوق: "الناس تشتري نصف كيلو أرز بدلاً من كيلو، والبعض يسأل عن أسعار الخبز البايت." التقرير الدولي يكشف أن 19% فقط من المساعدات المطلوبة وصلت لليمن هذا العام، تاركة نقصاً مدوياً يبلغ ملياري دولار!
بينما يحذر البنك الدولي من أن غياب التقدم السياسي يبقي فرص التعافي "غامضة ومعقدة", تواجه البلاد سباقاً مع الزمن لتجنب كارثة إنسانية لا يمكن إصلاحها. العام القادم قد يشهد موجة نزوح جماعي وانتشار أمراض معدية وارتفاع معدلات وفيات الأطفال إلى مستويات مروعة. السؤال الذي يحرق الضمير: هل سيقف العالم مكتوف الأيدي أمام مأساة 18 مليون إنسان يواجهون الموت جوعاً، أم أن الإنسانية ما زالت تحتفظ ببقية ضمير؟