في تطور يبعث الأمل وسط الأزمة الاقتصادية الطاحنة، كشف بنك الشرق اليمني للتمويل الأصغر عن استراتيجية طموحة لدعم الشباب ورواد الأعمال خلال مشاركته الاستثنائية في أسبوع ريادة الأعمال بعدن. 3 أيام فقط قد تتغير فيها حياة مئات الشباب اليمني إلى الأبد، في حدث يمثل شعلة أمل وسط ظلام الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وشهدت فعاليات الأسبوع، التي انطلقت من 17 إلى 19 نوفمبر الجاري ضمن إطار الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، حضوراً لافتاً لرواد الأعمال والمهتمين بالابتكار. فاطمة محمد، 28 عاماً، إحدى رائدات الأعمال الناجحات، تروي قصتها: "حصلت على تمويل من بنك الشرق العام الماضي، واليوم أدير مشروعاً يوظف 15 شخصاً". مشهد يذكرنا بأن المطر في الصحراء قادر على إحياء أحلام الشباب الذابلة.
وخلف هذا النجاح قصة أعمق تحكي عن تحدي البنك للظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن. فبينما تشهد البلاد معدلات بطالة مرتفعة بين الشباب وتراجعاً في الاستثمار الحكومي، يأتي بنك الشرق ليملأ هذا الفراغ بخدمات مالية مبتكرة. د. عبدالله الحكيمي، الخبير الاقتصادي، يؤكد: "التمويل الأصغر هو الحل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار"، مشبهاً دور البنك بـ"جسر الحرير القديم الذي ربط بين الحضارات".
ولا يقتصر تأثير هذه المبادرة على الأرقام والإحصائيات، بل يمتد ليغير حياة الشباب اليمني من البحث عن وظائف إلى خلق فرص عمل للآخرين. أحمد علي، 26 عاماً، خريج هندسة، عاطل عن العمل منذ سنتين، يقول بعيون متألقة بالأمل: "أخيراً وجدت من يؤمن بقدرتي على تحويل اختراعي التقني إلى مشروع تجاري حقيقي". بينما يؤكد سالم أحمد، أحد المشاركين: "رأيت بعيني كيف تتغير حياة الناس عندما يجدون من يؤمن بأفكارهم ويدعمها مالياً".
وفي ظل هذا الزخم المتنامي، تبرز تساؤلات حول مدى استدامة هذا النجاح وقدرته على مقاومة التحديات المحيطة. فرغم الفرص الواعدة المتاحة للحصول على تمويل مصرفي وبناء شراكات استراتيجية، تبقى التحديات الاقتصادية العامة والمنافسة الشديدة على التمويل المحدود عقبات حقيقية أمام طموحات الشباب. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيكون نوفمبر 2025 بداية عصر جديد لريادة الأعمال اليمنية، أم مجرد حلم آخر يتبخر مع الوقت؟