الرئيسية / شؤون محلية / حصري: الطائف تنتج 20 طن سنوياً من "الذهب الأسود"... كيف تتحدى السعودية عمالقة القهوة العالمية؟
حصري: الطائف تنتج 20 طن سنوياً من "الذهب الأسود"... كيف تتحدى السعودية عمالقة القهوة العالمية؟

حصري: الطائف تنتج 20 طن سنوياً من "الذهب الأسود"... كيف تتحدى السعودية عمالقة القهوة العالمية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 نوفمبر 2025 الساعة 09:10 صباحاً

في تطور مذهل يعيد تشكيل خريطة إنتاج القهوة في الشرق الأوسط، تحولت محافظة الطائف من مجرد مدينة الورود إلى منتج لـ 20 طناً سنوياً من الذهب الأسود، في إنجاز يضع السعودية على خريطة منتجي البُنّ العالمية لأول مرة في التاريخ الحديث. بينما تقرأ هذه السطور، تنضج آلاف حبات البُنّ السعودي على 5,800 شجرة مزروعة في قلب الصحراء، لتعلن عن ثورة خضراء حقيقية تتحدى أعرق منتجي القهوة في العالم.

على سفوح الطائف الجبلية، حيث كانت تتدلى أزهار الورد الطائفي، تتدلى اليوم حبات البُنّ الحمراء كالجواهر الثمينة. سارة المهندسة الزراعية، 34 عاماً، تقف وسط مزرعتها وهي تراقب بفخر كيف ضاعفت تقنيات الري الحديث إنتاجها ثلاث مرات: "ما نحققه هنا ليس مجرد زراعة، إنه حلم يتحول إلى واقع ملموس". الأرقام تتحدث بوضوح: من الصفر إلى 6,000 شتلة جديدة ضمن خطط التوسع، في مشهد يذكرنا بالمعجزة الزراعية التي حولت الصحراء إلى حقول قمح ذهبية.

خلف هذا التحول قصة طموح لا تعرف المستحيل، تبدأ من رؤية المملكة 2030 التي أرادت تنويع مصادر الدخل وإحياء التراث الزراعي. كما نجحت السعودية في زراعة القمح في أعماق الصحراء، تعيد اليوم كتابة قوانين الجغرافيا الزراعية مع البُنّ. د. محمد الأحمدي، متخصص في زراعة المحاصيل الجبلية، يؤكد: "ما يحدث في الطائف ثورة حقيقية، جودة البُنّ السعودي تنافس الإثيوبي واليمني". وزارة البيئة والمياه والزراعة لم تكتف بالأحلام، بل وضعت خططاً لتوسعة المساحات وتحسين الجودة باستخدام التقنيات المتقدمة والتظليل الطبيعي.

في بيوت الشفا وميسان، تتغير حياة عائلات بأكملها. فاطمة، أم لأربعة أطفال، تروي تحولاً لا يصدق: "كان زوجي يسافر للعمل في المدن، الآن مزرعة البُنّ وفرت لنا دخلاً أفضل في قريتنا". مئات الأسر تشهد نهضة اقتصادية حقيقية، بينما تستعد المنطقة لتصبح وجهة سياحة زراعية عالمية. الخبراء يتوقعون وصول الإنتاج إلى 100 طن خلال 5 سنوات، في تطور قد يضع السعودية ضمن أكبر 20 منتج للقهوة عالمياً.

من الصحراء إلى المنافسة العالمية، ومن 5,800 شجرة إلى طموح لا حدود له، البُنّ السعودي يكتب اليوم قصة نجاح تضاف إلى ملحمة التحول الاقتصادي للمملكة. بينما تتصاعد أصوات الإعجاب الدولي بهذا الإنجاز، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون قهوتك القادمة سعودية الصنع؟ الثورة الخضراء انطلقت من أرض الورد، والقطار لن ينتظر طويلاً!

شارك الخبر