في ليلة تاريخية هزت أركان هوليوود، تسلم توم كروز أخيراً تمثال الأوسكار الفخري بعد 40 عاماً من العطاء المتواصل و4 ترشيحات مؤلمة دون فوز، ليكشف في خطابه المؤثر عن سر طفولته الذي أبكى نجوم هوليوود. الرجل الذي كسر عظامه من أجل السينما يحصل على ما يستحقه، في لحظة عاطفية جعلت ستيفن سبيلبرغ وليوناردو دي كابريو يقفون تصفيقاً بحرارة مدهشة.
وسط أجواء فخامة لا توصف وحضور عمالقة هوليوود، روى كروز كيف غيرت السينما حياته عندما كان طفلاً فقيراً: "فجأة بدا العالم أكبر بكثير من العالم الذي كنت أعرفه". أحمد السينمائي من القاهرة، الذي فقد حبه للسينما بسبب إغلاق دار العرض المحلية، تأثر بشدة بهذه الكلمات قائلاً: "شعرت وكأن كروز يتحدث عن قصتي أنا أيضاً". الممثل الأسطوري كشف أنه عمل في "كل وظيفة ممكنة" ليجمع مالاً يشتري به تذاكر السينما، في مشهد يذكرنا بكفاح تشارلي شابلن الذي انتظر عقوداً للاعتراف بعبقريته.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بتكريم متأخر، بل بمعركة حقيقية يخوضها كروز لإنقاذ السينما من الاندثار أمام منصات البث الرقمية. مسيرته الممتدة من "ريسكي بيزنس" إلى سلسلتي "توب جان" و"مهمة مستحيلة" تشهد على إصرار أسطوري يشبه الطوفان الذي يكسر كل السدود. د. محمد الناقد السينمائي أكد أن كروز يمثل آخر جيل النجوم الحقيقيين في هوليوود، مضيفاً أن هذا التكريم جاء في الوقت المناسب تماماً لإنقاذ تجربة السينما الأصيلة.
وبروح الدعابة المعهودة، وعد كروز بمواصلة دعم السينما "على أمل أن يحدث ذلك دون كسر المزيد من العظام"، في إشارة لكسر كاحله عام 2017 أثناء تصوير مشهد خطر. سارة المخرجة الناشئة حصلت على منحة بعد إلهامها من خطاب كروز حول دعم الأصوات الجديدة، بينما فاطمة الأم العاملة تتذكر كيف غيرت أفلام كروز نظرتها للأحلام المستحيلة. شهد الحفل أيضاً تكريم دولي بارتون التي وزعت 300 مليون كتاب مجاني للأطفال - رقم فلكي يعادل إعطاء كتاب لكل أمريكي تقريباً.
إن كلمات كروز الأخيرة "صناعة الأفلام ليست ما أقوم به... إنها هويتي" تحمل رسالة واضحة: هل سنشهد عودة العصر الذهبي للسينما، أم أن القطار فات؟ في عصر تهيمن فيه المنصات الرقمية على عاداتنا، يقف توم كروز كآخر المحاربين من أجل تجربة السينما الحقيقية. الآن، الكرة في ملعبنا جميعاً - اذهبوا إلى دور السينما واجعلوا حلم كروز حقيقة قبل أن نفقد هذا السحر إلى الأبد.