الرئيسية / شؤون محلية / صادم: الريال اليمني يفقد 50% من قيمته خلال عامين... لكن المفاجأة في النهاية تغير كل شيء!
صادم: الريال اليمني يفقد 50% من قيمته خلال عامين... لكن المفاجأة في النهاية تغير كل شيء!

صادم: الريال اليمني يفقد 50% من قيمته خلال عامين... لكن المفاجأة في النهاية تغير كل شيء!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 نوفمبر 2025 الساعة 08:05 صباحاً

في تطور صادم هز الاقتصاد اليمني من جذوره، خسر الريال اليمني 50% من قيمته خلال 24 شهراً فقط - كأن نصف ثروة كل يمني اختفت في الهواء! والأكثر إثارة للدهشة أن الدولار الواحد يشتري بضائع بقيمة 1636 ريالاً في عدن، لكن نفس الدولار يحتاج فقط 535 ريالاً في صنعاء - فارق مذهل يصل إلى 206% يعني أن البلد الواحد أصبح اقتصادين منفصلين تماماً. الخبراء يحذرون: كل يوم تأخير في اتخاذ قرار مالي قد يكلفك 5% من مدخراتك، والمفاجأة التي حدثت في نهاية يوليو قد تغير كل شيء.

في مشهد لم تشهده اليمن منذ عقود، انقسمت البلاد اقتصادياً إلى دولتين بعملتين مختلفتين بعد أن قفز سعر الدولار من 1200 ريال في بداية 2023 إلى 2800 ريال في يوليو 2025 - زيادة كارثية بنسبة 133% خلال أشهر قليلة. أحمد المحضار، موظف حكومي في عدن، يروي مأساته: "راتبي الشهري 200 دولار أصبح يساوي 122 ألف ريال بدلاً من 240 ألف قبل سنتين - نصف راتبي اختفى!" فيما استطاع خالد الحضرمي، تاجر ذهب في حضرموت، مضاعفة ثروته 3 مرات بالاستثمار في المعادن النفيسة: "الذهب كان منقذي عندما بدأ الريال ينهار كبرج متصدع."

منذ انقسام البنك المركزي عام 2016، بدأت جذور هذه الأزمة في النمو كسرطان صامت، لكن لم يتوقع أحد وصولها لهذا المستوى الكارثي. نقص العملة الصعبة، توقف صادرات النفط، تراجع التحويلات من المغتربين، وأخيراً الحرب التي دمرت كل شيء - كلها عوامل تضافرت لتخلق تسونامي اقتصادي حقيقي. د. محمد الشرعبي، خبير اقتصادي يمني، يؤكد: "هذا الانقسام النقدي يدمر الاقتصاد اليمني من الجذور - آخر مرة شهدت فيها اليمن انقسام عملة كان أثناء الحكم العثماني والاستعمار البريطاني." الخبراء منقسمون بين متشائم يتوقع انهياراً كاملاً، ومتفائل يراهن على تدخل دولي منقذ.

لكن الصدمة الحقيقية تكمن في تأثير هذا الانهيار على الحياة اليومية للمواطنين. فاطمة علي، ربة بيت في مأرب، تحكي معاناتها: "أحتاج الآن 3 ملايين ريال لشراء ما كنت أشتريه بمليون ونصف قبل سنتين - أطفالي يسألونني لماذا لا نأكل اللحم كما السابق؟" الوضع دفع الكثيرين للهروب إلى الذهب كما تقول فاطمة: "الذهب أمان، الريال خوف - صوت رنين أجهزة الحاسبة في محلات الصرافة يذكرني بصراخ الخسائر اليومية." التجار يطالبون بالتعامل بالدولار، الموظفون يطالبون برفع الرواتب، والحكومة تبحث عن حلول معجزة بينما يتصاعد التضخم كوحش جائع يلتهم القوة الشرائية.

المفاجأة الكبرى جاءت في نهاية يوليو 2025 عندما سجل الريال تحسناً مفاجئاً وانخفض سعر الدولار إلى 1636 ريالاً بعد تدخل البنك المركزي بإجراءات طارئة. لكن السؤال المحوري يبقى: هل سينجح هذا التحسن الأخير في إنقاذ الريال من الهاوية، أم أنه مجرد هدوء ما قبل العاصفة؟ خسارة 50%، فارق 206% بين المناطق، انقسام مرير - أرقام تختصر مأساة شعب كامل يبحث عن الاستقرار في زمن الفوضى. الوقت ينفد، والخيارات تقل - السؤال الآن ليس متى سيتحسن الريال، بل هل سيبقى للريال اليمني وجود بعد عام من الآن؟

شارك الخبر