في تطور مذهل هز أروقة السياسة الإقليمية، كشفت ندوة استراتيجية في مأرب عن أرقام صاعقة تفضح حجم المأساة اليمنية والمعجزة السعودية معاً: 522 ألف قنبلة موت زرعها الحوثيون تحت أقدام الأطفال الأبرياء، مقابل 11 مليار دولار ضخها العملاق السعودي لإنقاذ الجار الجنوبي من كابوس لا ينتهي. كل ثانية تمر دون إزالة هذه الألغام قد تعني طفلاً يفقد ساقه أو أماً تفقد حياتها، بينما تسابق فرق البطولة السعودية الزمن لتطهير 72.4 مليون متر مربع من أرض الموت.
وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي، تقف المملكة العربية السعودية شامخة كخط الدفاع الوحيد أمام كارثة إنسانية تهدد بإبادة جيل كامل. الشيخ سنان العراقي، رئيس مجلس الجوف الوطني، كشف في الندوة التاريخية تفاصيل مرعبة ومبهرة في آن: "مشروع مسام وحده أزال أكثر من نصف مليون لغم، بتكلفة 126 مليون دولار، وبتضحيات 77 شهيداً ومصاباً من الأبطال الذين باعوا أرواحهم لحماية الأبرياء". أحمد الصبري، الطفل البالغ 12 عاماً، فقد ساقه بلغم حوثي وهو يرعى أغنام عائلته، ليصبح رمزاً لمأساة تتكرر يومياً في كل قرية يمنية.
كما أعادت أوروبا بناء نفسها بعد الحرب العالمية الثانية بمساعدة أمريكا، تعيد السعودية رسم مستقبل اليمن بيديها الكريمتين. الدكتور عبدالحميد عامر، الخبير الاستراتيجي المرموق، حذر بنبرة مفعمة بالقلق: "اليمن بحاجة إلى عشر سنوات إضافية للتخلص من كابوس الألغام، والحوثيون يطورون نماذج أكثر خبثاً ودماراً". المساحة المطهرة حتى اليوم تعادل مدينة بحجم الدوحة كاملة، بينما يرفض الإرهابيون تسليم خرائط الألغام، محولين كل خطوة في اليمن إلى مقامرة بالحياة.
فاطمة المحمودي، الأم اليمنية لخمسة أطفال، تحكي بدموع الامتنان: "كنا نعيش في الظلام والخوف حتى وصل مشروع الطاقة السعودي لقريتنا، فعادت الحياة إلى عيون أطفالي". هذا ليس مجرد رقم في إحصائية، بل معجزة تتكرر في 1100 مشروع بقيمة 4.6 مليار دولار نفذها مركز الملك سلمان وحده. المهندس سعيد العامري، قائد فريق مسام، نجا من انفجار لغم مدمر ليعود في اليوم التالي بإصرار أسطوري، مردداً: "كل لغم نزيله يعني عائلة تنام آمنة الليلة". الفرص الاستثمارية في إعادة الإعمار تقدر بمليارات الدولارات، لكن الحوثيين يحولون كل مشروع تنموي إلى هدف عسكري.
وسط تصفيق حار من الحضور ووقفة حداد مؤثرة لضحايا الألغام، تتبلور الحقيقة الصاعقة: 11 مليار دولار، نصف مليون لغم مُزال، 77 شهيد، وملايين المستفيدين... أرقام تحكي قصة معجزة إنسانية تكتبها السعودية بدماء أبنائها وكنوز خزينتها. اليمن الجديد بلا ألغام، بلا خوف، بلا فقر... رؤية سعودية عظيمة تتحقق رغم كل العقبات. لكن السؤال الذي يحرق الضمير الإنساني يبقى مفتوحاً: هل سيستمر العالم صامتاً أمام من يزرع الموت في أرض اليمن، بينما السعودية تزرع الأمل؟