في تطور صاعق يضرب أكبر كيان بتروكيماويات في الشرق الأوسط، سجلت سابك خسائر تقدر بـ4.8 مليار ريال خلال 9 أشهر فقط، محققة انقلاباً مالياً يقدر بـ8.2 مليار ريال مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. المستثمرون الآن على صفيح ساخن، والسؤال الأهم: هل سيستمر النزيف أم أن الإنقاذ قادم؟
أعلنت شركة سابك، المدعومة من "أرامكو السعودية"، عن تسجيل خسائر بلغت 4.84 مليار ريال في التسعة أشهر الأولى من 2025 مقابل أرباح بلغت 3.43 مليار ريال العام الماضي، ما يمثل تراجعاً حاداً بنسبة 56%. "الربع الثالث شهد تحسناً معتدلاً، ولكن فائض الطاقة الإنتاجية استمر في الضغط على هوامش الربح"، قال عبدالرحمن الفقيه، الرئيس التنفيذي للشركة.
تعود خلفية هذه الخسائر إلى عدة عوامل، منها فائض الطاقة الإنتاجية عالمياً وتراجع أسعار البتروكيماويات. كما أن إغلاق وحدة تيسايد في المملكة المتحدة أسفر عن مخصصات بقيمة 3.78 مليار ريال، بجانب تكاليف إعادة هيكلة تبلغ 1.07 مليار ريال وارتفاع في الضرائب. خسائر سابك في الثلاثة أرباع المتتالية هي إشعار بأن القطاع يواجه رياحًا عاتية.
تأثرت الحياة اليومية بفقدان الوظائف وتأثر صناديق التقاعد، بينما لا تزال الإدارة تسعى لتنفيذ خطة إعادة الهيكلة التي ستؤدي في النهاية إلى إعادة الهيبة. المحللون متفائلون بحذر، بينما يشعر المستثمرون بالقلق من النتائج القريبة المدى. و تظل الإدارة واثقة من أن هذه الإجراءات ستحقق تحولات إيجابية في المستقبل.
رغم أن سابك تواجه أصعب فتراتها، إلا أن خطة إعادة الهيكلة قد تكون بداية عصر جديد في تاريخها. التعافي مرهون بتحسن الظروف العالمية ونجاح الخطة خلال 18 إلى 24 شهراً. على المستثمرين التحلي بالصبر وتنويع استثماراتهم، والإدارة مطالبة بتسريع تنفيذ الخطة. هل ستعود سابك لمجدها السابق أم المزيد من التحديات في الطريق؟ الأشهر القادمة ستقدم الإجابة الحاسمة.