في إنجاز تاريخي يضع الخليج العربي على خريطة العالم الحضارية، تتربع مملكة البحرين على عرش التسامح العالمي، محققة نموذجاً فريداً يحتذى به في نشر قيم السلام والحوار بين الحضارات. هذا الإعلان الرسمي من أعلى المستويات الحكومية يأتي في توقيت حساس يشهد فيه العالم تصاعداً في التوترات والصراعات، ليؤكد أن البحرين ليست مجرد دولة خليجية، بل منارة عالمية للتعايش الإنساني تستحق إعجاب كل عربي وفخره.
يكشف معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات ورئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، عن حقائق مذهلة تؤكد ريادة البحرين العالمية. "مملكة البحرين عززت مكانتها كأنموذج عالمي رائد في نشر ثقافة السلام والحوار الديني والحضاري"، هكذا يعلن معاليه بفخر واعتزاز، مشيراً إلى الرؤية المستنيرة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي تحولت من حلم وطني إلى واقع عالمي ملموس. النجاح لم يأت من فراغ، بل من خلال شراكات استراتيجية مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة "جُويا" للتعليم العالي بمالطا، مما يعكس الثقة الدولية الهائلة في النموذج البحريني.
التاريخ يشهد أن البحرين لم تكن يوماً مجرد جزيرة في الخليج، بل كانت دائماً جسراً حضارياً بين الثقافات والأديان. هذا الإرث التاريخي الممتد عبر القرون يجد اليوم تجسيده الأمثل في "إعلان مملكة البحرين" لحرية الدين والمعتقد، والذي يتماشى مع إعلان المبادئ بشأن التسامح المعتمد من منظمة اليونسكو. الخبراء الدوليون يؤكدون أن ما تحققه البحرين اليوم يفوق كل التوقعات، خاصة في عصر تتزايد فيه التحديات والصراعات الدينية والثقافية حول العالم. النموذج البحريني لم يعد مجرد تجربة محلية، بل بات مرجعاً عالمياً يُدرّس في الجامعات ويُحتذى به من قبل الدول الساعية لبناء مجتمعات متسامحة.
في قلب كل عائلة عربية، يتردد اليوم صدى هذا الإنجاز التاريخي. أحمد المطيري، الطالب الكويتي المقيم في البحرين، يصف تجربته قائلاً: "عشت هنا خمس سنوات، ولم أشعر يوماً بأنني غريب. البحرين علمتني معنى التسامح الحقيقي." هذه الشهادات الحية تتكرر يومياً من آلاف الطلاب والعمال والمقيمين من مختلف الجنسيات والأديان. البرامج النوعية مثل "مدارس العلوم من أجل السلام" تخرّج اليوم جيلاً شاباً واعياً ومؤهلاً كسفراء للتسامح، ليس فقط في المنطقة بل حول العالم. النتائج المتوقعة تشير إلى أن هذا النموذج سيؤثر على السياسات الداخلية والخارجية لعشرات الدول في العقد القادم.
اليوم، وأنت تقرأ هذا الخبر، تشهد لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحضارة العربية. البحرين لم تكتف بتحقيق الريادة المحلية، بل تصدّرت العالم في مجال حيوي يحتاجه البشر أكثر من أي وقت مضى. الالتزام الرسمي بمواصلة تعزيز المبادرات الإنسانية الرائدة يعني أن هذا مجرد البداية، وأن المستقبل يحمل المزيد من الإنجازات والمفاجآت. فهل نحن مستعدون لنكون جزءاً من هذه النهضة الحضارية التي تقودها البحرين؟