في تطور صادم يهز عالم السياحة الفاخرة، تستعد جدة لاستقبال استثمارات بقيمة 15 مليار ريال ستغير وجهها للأبد خلال السنوات الخمس القادمة. للمرة الأولى في التاريخ، ستنافس مدينة سعودية دبي مباشرة في جذب السياحة الفاخرة العالمية، حيث أعلنت شركة كيرزنر إنترناشيونال - عملاق الضيافة العالمي - عن إحضار علامتي أتلانتس وون آند أونلي الأسطوريتين إلى الواجهة البحرية للبحر الأحمر. القطار انطلق، والمستثمرون الأذكياء يتسابقون للحاق بأكبر فرصة استثمارية في تاريخ المملكة.
تحت شراكة استراتيجية مع شركة مداد العقارية، ستشهد جدة ميلاد وجهة سياحية متكاملة تضم أكثر من 20 ألف غرفة وجناح موزعة على منتجعين أسطوريين، بالإضافة إلى 21 مطعماً ومقهى عالمياً ومدينة مائية بحجم 15 ملعب كرة قدم. فيليب زوبر، الرئيس التنفيذي لشركة كيرزنر، كشف بحماس: "نحن لا ننشئ فندقاً، بل نبني أسطورة حقيقية على أرض الواقع." بينما أكد عبد الإله العيبان من شركة مداد: "جدة ستصبح دبي الجديدة، وهذا ليس حلماً بل خطة محكمة." سكان جدة استيقظوا على حلم يتحول إلى حقيقة مذهلة، والمستثمرون حول العالم يعيدون حساباتهم بعد هذا الإعلان التاريخي.
هذا المشروع الضخم يأتي في قلب رؤية السعودية 2030 الطموحة، كجزء من رحلة المملكة الجريئة من اقتصاد النفط إلى اقتصاد متنوع ومزدهر. خبراء الاستثمار يشبهون ما يحدث في جدة اليوم بـ"تطوير دبي في التسعينيات" - تلك القصة الأسطورية التي حولت صحراء إلى جنة سياحية تستقبل ملايين الزوار سنوياً. نجاح أتلانتس دبي، الذي حقق أرقاماً قياسية في الإشغال والإيرادات، يمنح المشروع السعودي زخماً استثنائياً. د. أحمد الغامدي، خبير السياحة بجامعة الملك عبدالعزيز، يتوقع بثقة: "ستصبح جدة الوجهة رقم 1 للسياحة الفاخرة في الشرق الأوسط خلال 10 سنوات، وهذا ليس تفاؤلاً بل قراءة علمية للمؤشرات."
التأثير على الحياة اليومية سيكون جذرياً ومباشراً. المشروع سيخلق 25 ألف وظيفة جديدة تتراوح بين الضيافة والخدمات اللوجستية، بينما تتوقع الدراسات استقبال 20 مليون زائر سنوياً - رقم سيرفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% على الأقل. فاطمة السعدون، مقيمة في جدة، تروي بحماس: "شاهدت كيف تغيرت دبي من مدينة صغيرة إلى عاصمة عالمية، والآن أرى نفس التحول السحري يحدث في مدينتي الحبيبة." لكن هناك أيضاً تحذيرات من ارتفاع تكلفة المعيشة وضرورة تطوير البنية التحتية لاستيعاب هذا النمو الهائل. خبراء العقارات ينصحون المستثمرين: "هذه فرصة ذهبية للاستثمار الآن، لكن احذروا المضاربة العشوائية."
المشروع لا يمثل مجرد استثمار عقاري، بل نقلة حضارية شاملة ستضع جدة على خارطة العواصم السياحية العالمية إلى جانب دبي وسنغافورة وميامي. مع تطوير مدينة أكوافنتشر المائية الأسطورية ولوست وورلد تشامبرز أكواريوم الذي سيضم تجارب بحرية فريدة، ستصبح جدة وجهة عائلية متكاملة على مدار العام. السؤال الآن ليس متى ستنجح هذه المشاريع، بل كم ستغير من شكل المنطقة والمملكة إلى الأبد؟ مع انطلاق أعمال التطوير قريباً، تستعد جدة لكتابة فصل جديد في تاريخ السياحة العربية والعالمية.
