في تطور نادر يشعل آمال آلاف المتخصصين في إدارة الأعمال، أعلنت جامعة جدة عن فتح 3 وظائف ذهبية فقط بمسمى معلم ممارس، وسط منافسة محتدمة تشهدها الأوساط الأكاديمية السعودية. هذه الفرصة الاستثنائية تأتي بعد أشهر من الجفاف في الإعلانات الأكاديمية، لكن الصدمة الحقيقية أن الموعد النهائي للتقديم هو 29 محرم فقط - أقل من أسبوعين للحاق بقطار قد لا يعود!
أحمد المطيري، حاصل على ماجستير إدارة أعمال منذ 3 سنوات، يصف لحظة رؤيته للإعلان: "شعرت وكأن قلبي توقف للحظة، ثم بدأ ينبض بسرعة جنونية". هذا الشعور يتقاسمه المئات من المتخصصين الذين يتصارعون اليوم على هذه الفرص الثلاث النادرة. الجامعة أكدت أن هذه الوظائف موجهة حصرياً للمتخصصين الذين يمتلكون الخبرة العملية والقدرة على الدمج بين النظرية والتطبيق - شروط تبدو كالبحث عن إبرة في كومة قش وسط آلاف المؤهلين.
وخلف هذا الإعلان قصة أعمق تكشف عن توجه استراتيجي طموح. الكلية التطبيقية بجامعة جدة تسعى لتعزيز برامجها الأكاديمية ضمن رؤية المملكة 2030، في خطوة تهدف إلى إعداد كوادر قادرة على قيادة التحول الاقتصادي الجذري. د. خالد الشهري، خبير التوظيف الأكاديمي، يؤكد: "هذه ليست مجرد وظائف تدريس، بل مناصب لصناع مستقبل ريادة الأعمال في السعودية". التوقيت ليس صدفة - المملكة تشهد طفرة في المشاريع الناشئة وتحتاج لأكاديميين قادرين على ترجمة النظريات إلى واقع عملي.
لكن الصورة ليست ورديةً للجميع. محمد العمري، الذي يحلم بالعمل الأكاديمي بعد 5 سنوات خبرة في الشركات، يعبر عن قلقه: "3 وظائف فقط في مدينة بحجم جدة؟ هذا أقل حتى من حظوظ الفوز باليانصيب!" الأرقام صادمة فعلاً - في مدينة تضم 4 ملايين نسمة، ووسط آلاف حملة شهادات إدارة الأعمال، تبدو المنافسة أشبه بمعركة البقاء للأصلح. منصة جدارات، التي ستستقبل الطلبات، تستعد لهجمة إلكترونية حقيقية من المتقدمين الذين يدركون أن هذه قد تكون فرصة العمر.
الساعات تمر بسرعة البرق، والضغط يتصاعد مع اقتراب الموعد النهائي. الخبراء ينصحون بالتقديم المبكر ومراجعة كل وثيقة بعناية الجراح، فأي خطأ بسيط قد يكلف سنوات من الانتظار للفرصة القادمة. الحلم بالاستقرار المهني والمساهمة في صناعة جيل المستقبل أصبح على بُعد نقرات قليلة، لكن الطريق محفوف بالمخاطر والمنافسة الضارية.