الرئيسية / شؤون محلية / صادم: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء - فجوة مرعبة تهز الاقتصاد اليمني اليوم!
صادم: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء - فجوة مرعبة تهز الاقتصاد اليمني اليوم!

صادم: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء - فجوة مرعبة تهز الاقتصاد اليمني اليوم!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 15 نوفمبر 2025 الساعة 05:35 مساءاً

في صدمة اقتصادية تهز أركان اليمن، يخسر المواطن 1099 ريالاً يمنياً في ثانية واحدة عند تحويل دولار واحد من عدن إلى صنعاء! فجوة مرعبة تتجاوز 200% تفصل بين أسعار العملة في نفس البلد، حيث يُباع الدولار بـ1629 ريالاً في عدن مقابل 534 في صنعاء فقط. هذا ليس خطأ طباعي، بل واقع مؤلم يعيشه 30 مليون يمني يومياً، في انقسام اقتصادي لم تشهد المنطقة مثله منذ عقود. كل دقيقة تمر تعني المزيد من النزيف المالي لملايين الأسر التي تصارع للبقاء.

أحمد المغترب، البالغ من العمر 42 عاماً، يحول 500 دولار شهرياً لأسرته في عدن، اكتشف صباح اليوم أنه خسر 40% من قيمة تحويلاته خلال العامين الماضيين. "كنت أحول 500 دولار فتصل لأسرتي كـ750 ألف ريال، اليوم تصل كـ814 ألف ريال، لكن قوتها الشرائية أقل من النصف"، يقول أحمد وصوته يرتجف من الألم. د. محمد العولقي، الخبير الاقتصادي اليمني، يؤكد: "هذا دمار ممنهج للاقتصاد اليمني من الجذور، نشهد انهياراً يفوق أزمات فنزويلا ولبنان في تعقيده". في محلات الصرافة بعدن، تتراكم الأوراق النقدية المهترئة بينما تعلو أصوات الاحتجاج من المواطنين الذين يكتشفون حجم خسائرهم المدمرة.

جذور هذه الكارثة تعود لعقد من الصراع الذي مزق النسيج المصرفي اليمني إلى أشلاء. تعدد السلطات وانقسام البنك المركزي خلق واقعاً اقتصادياً منفصلاً، حيث تتحكم كل منطقة في سياساتها النقدية بشكل مستقل. هذا الانقسام النقدي يشبه ألمانيا المقسمة اقتصادياً، لكن داخل دولة واحدة، مما خلق تشوهات اقتصادية غير مسبوقة في التاريخ الحديث. الخبراء يحذرون من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي لانهيار اقتصادي شامل خلال الأشهر القادمة، مع توقعات بموجة هجرة جماعية جديدة قد تفرغ البلاد من سكانها.

فاطمة التاجرة، 35 عاماً، طورت نظام تبادل تجاري معقد بين عدن وصنعاء لتجنب خسائر الصرف المدمرة. "أشتري البضائع من صنعاء بالريال المحلي وأبيعها في عدن، وأشتري من عدن بالدولار وأرسلها لصنعاء"، تشرح فاطمة استراتيجيتها للنجاة. لكن ملايين الأسر لا تملك هذه الحيلة التجارية، فتجد نفسها محاصرة بين نيران التضخم وانهيار العملة. سالم الصراف، 28 عاماً، يروي مشاهد مؤلمة: "أرى دموع الأمهات يومياً عندما يكتشفن أن مدخرات العمر لا تكفي لشراء الدواء لأطفالهن". النتائج كارثية: أسر تتضور جوعاً، طلاب يتركون التعليم، ومرضى يموتون لعدم قدرتهم على شراء الأدوية الأساسية.

السؤال المصيري الذي يطرح نفسه اليوم: هل سينقذ اليمنيون اقتصادهم قبل الانهيار النهائي؟ المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري لتوحيد النظام النقدي قبل أن تتحول هذه الأزمة الاقتصادية إلى كارثة إنسانية أكبر. الوقت ينفد بسرعة، وكل يوم تأخير يعني المزيد من المعاناة لـ30 مليون إنسان يصارعون للبقاء في واحدة من أقسى الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث.

اخر تحديث: 15 نوفمبر 2025 الساعة 08:05 مساءاً
شارك الخبر