في مشهد نادر يحبس الأنفاس، تحولت محافظة ينبع اليوم إلى جنة ساحرة تحت وقع أمطار غزيرة اجتاحت كل شبر من أراضيها، في ظاهرة استثنائية لشهر نوفمبر لم تشهدها المنطقة منذ سنوات طويلة. الأمطار تحول شوارع ينبع الصناعية إلى لوحات فنية طبيعية ساحرة، بينما يعيش السكان لحظات استثنائية مفعمة بالفرح والامتنان لهذه النعمة السماوية.
وسط أجواء من البهجة الجماعية، استقبل أهالي ينبع الأمطار المتوسطة إلى الغزيرة التي عمت جميع الأحياء السكنية والمراكز التابعة للمحافظة، حاملة معها أنساماً رطبة منعشة غسلت الغبار عن المدينة الصناعية وأعادت إليها رونقها الطبيعي. أحمد السعدي، مزارع من ينبع، لم يخف فرحته قائلاً: "هذه الأمطار نعمة حقيقية لأراضينا الزراعية، إنها بداية خير عظيم." وتفاوتت شدة الأمطار بين المتوسطة والغزيرة، مما ساهم في تلطيف الطقس وتحسين جودة الأجواء بشكل ملحوظ عبر المنطقة بأكملها.
هذه الأمطار الاستثنائية في توقيتها تأتي نتيجة تضافر الظروف الجوية الطبيعية مع الموقع الجغرافي المميز لينبع على ساحل البحر الأحمر، حيث تشهد المنطقة عادة أمطاراً موسمية لكن بكثافة وشمولية أقل من المشهد الحالي. د. محمد الغامدي، خبير الأرصاد، يؤكد أن "هذه الأمطار طبيعية ومفيدة جداً لتجديد المياه الجوفية والغطاء النباتي." والمؤشرات تشير إلى استمرار هذه الحالة المطرية المباركة لساعات إضافية، مما يبشر بمزيد من الخير لهذه المنطقة الحيوية.
في مشاهد تفيض بالحيوية والجمال، وثق السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي اللوحات الجمالية الساحرة التي تشكلت من انعكاس الأمطار على المسطحات والأشجار، بينما ملأت أصوات الفرح والضحك الشوارع التي اكتست برونق جديد. فاطمة العتيبي، أم لثلاثة أطفال، تروي بحماس: "الأطفال فرحوا فرحاً لا يوصف برؤية المطر ولعبوا تحته وكأنهم لم يروا مطراً في حياتهم." وبينما تابعت الجهات المختصة الحالة المطرية بعناية فائقة، أكد النقيب خالد الحربي من الدفاع المدني أن "فرقنا في حالة جاهزية كاملة رغم أن الأجواء آمنة تماماً والحركة المرورية تسير بانسيابية."
وسط هذا الفيض من النعم السماوية، رفع الأهالي أكفهم بالدعاء سائلين الله أن يجعلها أمطار خير وبركة تعم البلاد والعباد، وأن تكون سقيا رحمة لا سقيا عذاب تبارك في الزرع والضرع. التساؤل الذي يطرح نفسه الآن: هل تكون هذه الأمطار المباركة بداية موسم مطري استثنائي يعيد لينبع خضرتها وجمالها الطبيعي؟