في تحول مدهش للوضع الاقتصادي اليمني، أعلنت شركة النفط اليمنية – فرع عدن عن تخفيض سعر البنزين المحلي بقيمة 65 ريالاً للتر الواحد، استجابة للتحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني الذي ارتفع من 2800 إلى 1617 ريال للدولار. ويأتي هذا القرار المفاجئ في وقت تستعيد فيه العملة المحلية بعضاً من عافيتها، محدثة انقلاباً في تكلفة الوقود الذي طالما أثقل كاهل المواطنين.
أعلنت الشركة في بيان رسمي أن السعر الجديد للبنزين سيبدأ الاعتبار من صباح اليوم الثلاثاء، ليصبح 1350 ريالاً للتر الواحد، بعد أن كان 1415 ريالاً. هذا التخفيض يمثل انخفاضاً بنسبة 4.6% في التكلفة، مما يأتي كاستجابة للتحسن المفاجئ في سعر صرف الريال. "لقد دخلنا مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي"، تقول الشركة، دعماً منها للجهود المبذولة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
الأسباب وراء هذا التخفيض تعود إلى التحسن الملحوظ في سعر الصرف، حيث شهدت الأيام الماضية استقراراً غير مسبوق في سعر الريال مقابل الدولار الأمريكي. ويُعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسات النقدية الرشيدة. المناطق محررة الحوثيين الآن تشهد تغييراً جذرياً في وضعها الاقتصادي، كأن الريال اليمني استيقظ من كابوس طويل تماماً كما حدث في لبنان عام 2020.
لكن، هل سيستمر هذا التحسن؟ التأثير الفوري لهذا التخفيض قد يكون واضحاً في تكاليف النقل والأسعار، لكن الخبراء يحذرون من أن استدامة هذا التحسن يعتمد على عوامل متعددة مثل استقرار الوضع السياسي والسياسات النقدية الداعمة. وقد أبدى المواطنون فرحهم بانخفاض الأسعار، بينما يدعو الخبراء إلى التفاؤل الحذر.
ختاماً، تعد هذه الفترة بمثابة فصل جديد واعد في التاريخ الاقتصادي لليمن، إلا أن السؤال يظل قائماً: هل سيستقر الريال اليمني ويواصل انتعاشه، أم أنها مجرد فقاعة ستتلاشى سريعاً؟ في كل الأحوال، على المواطنين التعاون مع السلطات لمراقبة الأسعار والإبلاغ عن أي تجاوزات لضمان استفادة الجميع من هذا التحسن الاقتصادي.