494 ألف ريال مقابل مليون و487 ألف... هذا هو الفارق الصادم في أسعار الذهب بين مدينتين في بلد واحد! في 24 ساعة فقط، ارتفع سعر الذهب في صنعاء بما يعادل راتب موظف حكومي كامل. الأسعار تتغير كل دقيقة، والفرصة قد لا تعود. تابع التفاصيل لمعرفة ما يجري في سوق الذهب.
شهدت أسواق الذهب اليمنية اليوم تطوراً دراماتيكياً، حيث سجلت صنعاء ارتفاعاً حاداً بـ9000 ريال للجنيه الذهب في يوم واحد، بينما حافظت عدن على استقرار مؤقت عند مستويات قياسية. هذا الفارق السعري يتجاوز المليون ريال بين المدينتين، حيث ارتفع سعر الجنيه بنسبة 1.85% في صنعاء خلال 24 ساعة، بينما تظلّ الأسعار في عدن أعلى بـ201% من صنعاء. "لم نشهد مثل هذه التقلبات الجنونية منذ بداية الأزمة"، هكذا يصف أحد تجار الذهب في صنعاء، مما يعكس حالة القلق الشديد التي يعيشها تجار ومستثمرون الذهب في اليمن.
تأتي هذه التقلبات في إطار الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ 2014، والتي تفاقمت بسبب انقسام النظام النقدي اليمني. تتباين سياسات البنوك المركزية في صنعاء وعدن، بجانب تذبذب أسعار صرف الريال اليمني، مما يضعف الثقة في العملة المحلية. يذكر هذا التطور بأزمة سبتمبر الماضي عندما قفزت الأسعار بـ300 ألف ريال في عدن. "نخشى من استمرار هذه التقلبات"، يحذر الخبراء الاقتصاديون.
تؤثر هذه التقلبات على الحياة اليومية للمواطنين، حيث يقف الناس أمام صعوبة في شراء مجوهرات الأعراس والمناسبات بسبب ارتفاع قيمة المهور التقليدية، والقلق المتزايد على مدخراتهم الذهبية. من المتوقع استمرار الفوارق السعرية الكبيرة مع تزايد الاعتماد على العملات الأجنبية ونمو تجارة الذهب غير الرسمية. بينما يحذر الخبراء من المضاربة بمبالغ كبيرة في الأجواء المتقلبة، يجد بعض المحترفين فرصة لتحقيق أرباح من استغلال فروق الأسعار. التجار يعيشون حالة من القلق والترقب، بينما يسود الحذر على المستثمرين والخوف على المدخرات بين المواطنين.
فوارق سعرية تاريخية، تقلبات يومية حادة، وأزمة اقتصادية متفاقمة تضع اليمنيين أمام تحدٍ حقيقي. مع استمرار الانقسام السياسي، قد تشهد الأسعار تقلبات أكثر حدة في الأسابيع القادمة. على المستثمرين توخي الحذر الشديد، وعلى صانعي القرار إيجاد حلول عاجلة للأزمة النقدية. هل سيصمد الذهب كملاذ آمن لليمنيين، أم أن الأزمة ستبتلع كل شيء؟ الإجابة في الأيام القادمة...