علي المدفع.. الحكيم الطيب في ذاكرة الدراما السعودية
أكثر من نصف قرن من العطاء الفني يكاد ينطفئ في صمت، ممثل أكمل مشاهده رغم فقدان البصر دون أن يلاحظ المخرج. قبل أن نفقد آخر شهود الذاكرة الفنية السعودية، علينا التأمل في القيمة الحقيقية لهذا الإرث المتين.
المسيرة الفنية لعلي المدفع تحددت بوضوح على مدى 50 عاماً من العطاء بين المسرح والإذاعة والتلفزيون. لم يكن يسعى لأن يكون لامعاً، بل أن يكون حقيقياً، وبهذه الروح صدق الملامح ونقاء الأداء. يتذكر أحمد العريفي، 62 عاماً، حضوره المؤثر قائلاً: "كان المدفع بابنا للضحك النظيف".
من بدايات الدراما السعودية في "طاش ما طاش"، كان المدفع جزءاً من تطور الدراما بقصص بسيطة تحولت إلى كلاسيكيات شعبية. تاريخ الدراما في السعودية غني بالتحولات الجذرية، وقد كان لجيل المدفع أثر ملموس في ذلك، حيث حاجتهم كانت توثيق الإرث الفني قبل فوات الأوان.
أثرت الكوميديا البسيطة لعلي المدفع على كيفية استيعاب الجمهور للمحتوى الفني. فاليوم، نتائج هذا التأثير تتمثل في إحساس متزايد بضرورة العودة إلى الجذور والتمسك بالقيم الفنية. لكن إذا لم يتم التحرك لحفظ هذا الإرث، فقد نخسر الموروث الثقافي لهؤلاء الرواد.
بينما ننظر إلى الأمام، يبقى السؤال: هل ستحتفظ الدراما السعودية بهذه القيم الرائدة؟ من الضروري البدء بتوثيق شهادات الرواد وأعمالهم. هل نحن على وشك فقدان آخر رموز الأصالة في فننا؟