في مفاجأة مدوية، وبينما يواصل العالم متابعة تكنولوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي، يبرز اسم اليمن عبر سماء النجاحات العالمية. 192 دولة تنافست، واليمن فازت بجائزتين عالميتين. شباب من بلد يعيش حرباً يتفوقون على أقوى الدول تقنياً، مظهرين للعالم مرة أخرى أن العلم والإصرار لا توقفهما أي حدود. هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في العقول اليمنية الشابة لإنجازات مستدامة ومستقبل مشرق.
لم يكن الطريق سهلاً، فالمنتخب الوطني للروبوت والذكاء الاصطناعي حصد جائزتي "التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media Award)" و"أفضل قصة مصوّرة (Video Storytelling Award)" في بطولة FIRST GLOBAL العالمية المقامة في جمهورية بنما. قدّم الفريق نموذجاً مشرفاً للشباب اليمني في الإبداع والابتكار، حسبما أكد سعيد باحارثة، مدير أكاديمية الموهوبين في سيئون، مشيداً بإصرار الطلاب.
خلفية هذا النجاح تمتد إلى استعدادات مكثفة، حيث خاض المنتخب تحضيرات لمدة خمسة أيام أتقن خلالها تحديات التكنولوجيا والبيئة. ربما تكون هذه الانتصارات شبيهة بملاحم العرب في الأندلس، إذ نجحت الإرادة في قلب جميع الموازين. يتوقع الخبراء أن هذه الإنجازات قد تمهّد لتأسيس قطاع تكنولوجي يمني قوي قادر على المنافسة عالمياً.
يعدّ هذا الفوز أكثر من مجرد نجاح تقني، إنه إلهام عالمي، حيث يعبر بإيجابية عن قدرات الشباب العربي. والنتائج المتوقعة تتجاوز الحاضر لتشمل زيادة الاهتمام بالتعليم التقني ومنح دراسية وتعاون دولي جديد. لكن هذا النجاح يأتي أيضاً مع تحذيرات بضرورة عدم تفويته دون استثمار فعلي ومخطط.
بإيجاز، إذن، يظل السؤال الأهم: هل سنستثمر هذا النجاح أم سندعه يضيع كما ضاعت انتصارات سابقة؟ إن دعم التعليم التقني والمواهب الشابة ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة لمستقبل واعد.