في تطور صادم هز شوارع عدن صباح اليوم، تحول الطريق البحري الحيوي الرابط بين خورمكسر والشيخ عثمان إلى جحيم حقيقي حاصر آلاف المواطنين لساعات طويلة. سيارة واحدة معطلة كانت كافية لتشل حركة مدينة بأكملها، في مشهد كشف هشاشة البنية التحتية المرورية بشكل صادم.
تفاقمت الأزمة عندما تعرضت سيارة لعطل مفاجئ في نقطة استراتيجية بالطريق البحري، مما أدى إلى شلل تام في حركة المرور باتجاه الشيخ عثمان. "الوضع كارثي تماماً، السيارات متوقفة منذ ساعات والطريق مشلول بالكامل"، هكذا وصف أحمد محمد، موظف في إحدى الشركات، المشهد المروع الذي واجهه في طريقه للعمل. الصفوف اللانهائية من السيارات امتدت لأكثر من 3 كيلومترات، بينما ملأت أصوات الأبواق الغاضبة ودخان العوادم الأجواء.
الطريق البحري، هذا الشريان الحيوي الذي يربط بين أهم مناطق العاصمة الاقتصادية، تحول إلى نقطة اختناق رهيبة كشفت عن ضعف شبكة النقل في المدينة. المشكلة تكمن في اعتماد المدينة على طرق محدودة دون وجود بدائل سريعة وفعالة، مما جعل أي عطل بسيط قادراً على إحداث فوضى عارمة. هذه ليست المرة الأولى، فالمدينة شهدت ازدحامات مشابهة خلال الأشهر الماضية، مما يؤكد أن المشكلة بنيوية وتحتاج لحلول جذرية.
التأثير لم يقتصر على السائقين فقط، بل امتد ليشمل جميع جوانب الحياة اليومية. فاطمة سعيد، ربة بيت، روت كيف تأخر أطفالها عن المدرسة بسبب الازدحام الخانق، بينما فقد العشرات من الموظفين مواعيد عمل مهمة. الخسائر الاقتصادية المترتبة على هذا الحادث البسيط تقدر بملايين الريالات، من استهلاك الوقود الإضافي وحتى فقدان ساعات الإنتاج. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سنظل رهائن لعطل سيارة واحدة في مدينة بحجم عدن؟
هذا الحادث البسيط كشف عن حاجة ماسة لتطوير شبكة طرق بديلة وتحسين البنية التحتية للنقل في المدينة. على السلطات المحلية التحرك بسرعة لإيجاد حلول عاجلة، وعلى المواطنين الاهتمام بصيانة مركباتهم بانتظام. الوقت الآن للعمل قبل أن تتكرر هذه الكارثة المرورية مرة أخرى.