الرئيسية / من هنا وهناك / صادم: ناجي من مأساة باص أبين يكشف الحقيقة المرعبة - السائق رفض التحذيرات قبل موت 17 شخصاً!
صادم: ناجي من مأساة باص أبين يكشف الحقيقة المرعبة - السائق رفض التحذيرات قبل موت 17 شخصاً!

صادم: ناجي من مأساة باص أبين يكشف الحقيقة المرعبة - السائق رفض التحذيرات قبل موت 17 شخصاً!

نشر: verified icon رغد النجمي 07 نوفمبر 2025 الساعة 01:05 صباحاً

في صدمة تقطع الأنفاس، كشف ناجٍ وحيد من مأساة باص "صقر الحجاز" تفاصيل مرعبة تؤكد أن 17 روحاً بريئة أزهقت في دقائق معدودة بسبب إهمال جنائي واضح من سائق حوّل رحلة عادية إلى جحيم متحرك. الأكثر إثارة للصدمة: السائق رفض التوقف رغم تحذيرات متكررة ودخان كثيف يتصاعد من المحرك، في تجاهل تام لحياة الركاب الذين وثقوا به بأرواحهم.

"رائحة الديزل كانت تخنقنا داخل الحافلة، وصوت غريب ومقلق يصدر مع كل تغيير للجير"، هكذا يروي أحمد الناجي الوحيد تفاصيل الرحلة الأخيرة. الأرقام تتحدث عن نفسها: صفر استجابة للتحذيرات، 100% إهمال من السائق، ودخان كثيف تجاهله تماماً رغم محاولات سائقين آخرين إيقافه. سالم، أحد السائقين الذين حاولوا التحذير، يقول بمرارة: "كان الخطر واضحاً للجميع إلا لذلك السائق الأعمى عن سلامة ركابه".

خلف هذه المأساة تكمن حقيقة أكثر قتامة: الطمع حول وسيلة نقل آمنة إلى قنبلة موقوتة. الوضع الاقتصادي الصعب دفع السائق لتخزين وقود إضافي داخل الحافلة بهدف الاستفادة من فروقات الأسعار، متجاهلاً أن هذا القرار سيحول المركبة إلى فخ موت للأبرياء. مثل حادث قطار الصعيد في مصر 2002، نشهد مرة أخرى كيف يمكن للإهمال البشري أن يحول وسيلة نقل عادية إلى مقبرة متحركة.

اليوم، يواجه آلاف اليمنيين سؤالاً مؤرقاً: هل المركبة التي سأستقلها غداً آمنة أم قنبلة موقوتة؟ عبدالله المسافر، رب أسرة من أبين، كان يسافر لقضاء أعمال تجارية بسيطة ولم يتوقع أن تكون رحلته الأخيرة. عائلته الآن تطالب بالعدالة، بينما المئات من المسافرين يعيشون في خوف دائم من تكرار المأساة. التأثير النفسي يمتد لأبعد من الضحايا المباشرين: الناس باتوا يترددون في استخدام النقل العام، والبعض يفضل المخاطرة بالسفر في ظروف أصعب بدلاً من المجازفة بحياتهم.

الأرقام المرعبة تتحدث عن نفسها: 17 ضحية في حافلة واحدة يعادل سكان قرية صغيرة بأكملها، كلهم كان بالإمكان إنقاذهم لو استجاب السائق للتحذيرات أو اهتم بصيانة مركبته. اليوم، بينما تشق العائلات المكلومة طريقها نحو العدالة، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: كم من الأرواح البريئة يجب أن تُزهق قبل أن نتعلم من أخطائنا ونضع حداً لهذا الإهمال القاتل؟

شارك الخبر