في تطور مناخي خطير يهدد حياة الملايين، حذر المركز الوطني للأرصاد من موجة برد قارس ستضرب 15 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة، مما يضع كبار السن والأطفال والعاملين في مواجهة مباشرة مع درجات حرارة قد تنخفض لمستويات تهدد الحياة. الخبراء يحذرون: ساعات قليلة تفصلنا عن ذروة الكابوس الأبيض الذي قد يحول المرتفعات اليمنية إلى مناطق خطر حقيقي.
تشمل المناطق المتأثرة بهذه الموجة الباردة المدمرة محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء، بالإضافة إلى مرتفعات الضالع وحضرموت وشبوة وأبين ولحج وتعز وإب والمحويت ومأرب والجوف. "المركز الوطني يحذر من ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة فوراً"، حسب البيان الرسمي الذي وصف الوضع بـالحرج للغاية. أم محمد، البالغة من العمر 65 عاماً من محافظة صعدة، تروي بصوت مرتجف: "البرد يخترق العظام مثل السكين، ونحن نكافح للبقاء دافئين بلا كهرباء."
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها المرتفعات اليمنية مثل هذه التحديات المناخية القاسية، فقد شهدت المنطقة موجة برد مشابهة في شتاء 2019 أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات. التضاريس الجبلية والارتفاعات الشاهقة تجعل هذه المناطق أشبه بثلاجة طبيعية خلال فترات البرد الشديد. د. عبدالله المقطري، خبير الأرصاد الجوية، يتوقع استمرار الأجواء الباردة لعدة أيام قادمة، محذراً من أن الوضع قد يتفاقم خلال ساعات الليل والصباح الباكر.
الحياة اليومية لسكان هذه المناطق تحولت إلى معركة للبقاء ضد البرد القارس، حيث اضطر الكثيرون لتغيير أنماط عملهم ونشاطاتهم اليومية. فاطمة الزهراني، أم لثلاثة أطفال من ذمار، تصف الوضع: "نحن نرتدي طبقات متعددة من الملابس داخل المنزل، والأطفال يرتجفون رغم كل محاولاتنا لتدفئتهم." المزارع أحمد الحميري من مرتفعات إب طور طرقاً مبتكرة لحماية مزروعاته، مستخدماً
- أغطية بلاستيكية سميكة
- إشعال نيران صغيرة حول المزرعة
- رش المياه الدافئة على النباتات الحساسة
مع استمرار التحذيرات الرسمية العاجلة من المركز الوطني للأرصاد، يدعو الخبراء جميع سكان المحافظات الـ15 إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة فوراً والتحقق من وسائل التدفئة قبل حلول الظلام. الأيام القادمة ستكشف مدى قدرة المجتمعات المحلية على الصمود أمام هذا التحدي المناخي الخطير، في حين تتزايد الدعوات للتضامن المجتمعي لمساعدة الفئات الأكثر تضرراً. هل ستكون مستعداً عندما يصل البرد القارس إلى منطقتك؟