في تطور صادم هز الشارع اليمني، شهدت أسواق صنعاء انفجاراً حقيقياً في أسعار السكر بنسبة 37% خلال أسبوع واحد فقط، مسجلة أسرع معدل تضخم يومي في تاريخ اليمن الحديث. من 19 ألف ريال إلى 26 ألف ريال للكيس الواحد - زيادة تعادل راتب موظف حكومي كامل، بينما ينكشف مخطط احتكار سري تديره مليشيا الحوثي لتحقيق أرباح خيالية من جوع الشعب.
تكشف التحقيقات الميدانية عن مؤامرة محكمة النسج بدأت قبل شهرين بعرقلة تصاريح مصنع "السعيد" المحلي، مما أدى لاختفاء السكر اليمني تماماً من الأسواق. "الحوثيون فرضوا تسعيرة سرية وحصروا التوزيع في تجار محددين محسوبين عليهم"، تؤكد مصادر تجارية داخل صنعاء. أم محمد من حي الثورة تقف حائرة أمام محل البقالة وتهمس بصوت مرتجف: "كيف أشتري كيس سكر بثمن إيجار البيت كله؟ أطفالي لم يتذوقوا الحلوى منذ أسابيع".
لكن الأخطر من الاحتكار يكمن في الخديعة الكبرى التي تُمارس على المواطنين. معلومات حصرية من ميناء الصليف تكشف دخول شحنات سكر تالفة تعرضت للرطوبة، يتم تسويقها كـ"سكر برازيلي" رغم أن منشأها الحقيقي هندي أو تايلاندي رديء. هذا السيناريو المرعب يذكّر بأزمة الدقيق الملوث في فنزويلا، والتي تسببت في انتشار أمراض معوية خطيرة. د. عبدالله الاقتصادي من جامعة صنعاء يحذر قائلاً: "هذا النمط يشبه ما حدث في فنزويلا قبل انهيار العملة تماماً، والأسوأ أننا نتجه نحو مجاعة مُصطنعة".
في قلب هذه المأساة، تتصاعد المقاومة الشعبية بقيادة أبطال حقيقيين مثل حسام التاجر الذي رفض المشاركة في الاحتكار وقرر بيع مخزونه بالسعر القديم رغم الخسائر. بينما تتزايد التحذيرات من انتشار هذا النموذج الإجرامي على مواد أساسية أخرى كالدقيق والزيت، مما قد يحول اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. محمد البائع في سوق باب اليمن، الذي يعمل منذ 20 عاماً، يصرخ بألم: "لم أر ارتفاعاً بهذه الوحشية حتى في أحلك أيام الحرب!"
ارتفاع جنوني، احتكار مفضوح، ومواد تالفة - ثلاثية الموت التي تحاصر ملايين اليمنيين بينما يحصد الحوثيون أرباحاً من دماء الأطفال الجوعى. الخبراء يدقون جرس الإنذار: المجتمع الدولي أمام 48 ساعة حاسمة للتدخل قبل أن ينهار النظام الغذائي بالكامل. والسؤال الذي يؤرق كل يمني الليلة: غداً.. أي مادة ستختفي من موائدنا، وأي لقمة ستصبح رفاهية لا نقدر عليها؟