الرئيسية / محليات / تاريخي: أول هبوط لطائرة يمنية في مطار المخا الجديد... والوجهة صادمة!
تاريخي: أول هبوط لطائرة يمنية في مطار المخا الجديد... والوجهة صادمة!

تاريخي: أول هبوط لطائرة يمنية في مطار المخا الجديد... والوجهة صادمة!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 03 نوفمبر 2025 الساعة 12:45 صباحاً

في لحظة تاريخية لم تشهدها اليمن منذ سنوات، هبطت أول طائرة للخطوط الجوية اليمنية في مطار المخا الدولي الجديد، مسجلة رقماً قياسياً جديداً في تاريخ الطيران اليمني. مدرج بطول 3100 متر - أطول من 31 ملعب كرة قدم متتالية - استقبل الطائرة التي تحمل على متنها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في رحلة رسمية للمشاركة في قمة المناخ بالبرازيل. هذه اللحظة المذهلة قد تغير وجه الطيران في المنطقة إلى الأبد، فهل نشهد بداية عهد جديد للطيران اليمني؟

تلامست إطارات الطائرة مع المدرج الأسود اللامع وسط هدير المحركات الذي كسر صمت صحراء المخا لأول مرة في التاريخ. النقيب أحمد المخلافي، الطيار اليمني ذو الخبرة العشرين عاماً، وصف اللحظة قائلاً: "شعور لا يوصف أن أكون جزءاً من التاريخ، هذا المطار إنجاز حضاري يضع اليمن على خريطة الطيران الدولي." المطار الذي يمتد بعرض يبدأ من شاطئ البحر الأحمر إلى خط عدن، يتسع في مرساه لثلاث طائرات مختلفة الأحجام، مما يشير إلى طموحات كبيرة لمستقبل الطيران في المنطقة.

رحلة البناء التي استمرت أربع سنوات متواصلة منذ نهاية 2021 تحكي قصة إصرار وعزيمة في ظل ظروف صعبة. مرّ المشروع بأربع مراحل حاسمة: بناء مدرج أولي، ثم مبنى المطار وصالتي الوصول والمغادرة، تلاه توسيع المدرج إلى طوله الحالي، وأخيراً التجهيزات الفنية للمعدات المتطورة. محمد العبسي، عامل في المطار منذ بداية البناء، يتذكر بفخر: "رأيت المطار ينمو من الصفر تحت أشعة الشمس الحارقة، اليوم نحقق حلماً كان يبدو مستحيلاً." الموقع الاستراتيجي للمطار، على بُعد 75 كيلومتراً فقط من مضيق باب المندب - أحد أهم الممرات البحرية عالمياً - يضعه في قلب التجارة الدولية.

هذا الإنجاز لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل يحمل آمالاً كبيرة لتغيير الحياة اليومية لسكان المنطقة. فاطمة صالح، من سكان المخا، تعبر عن مشاعرها قائلة: "كنا نحلم بيوم نرى طائرات تهبط هنا مثل المدن الكبيرة، اليوم تحقق الحلم." الخبراء يتوقعون أن يصبح المطار مركزاً إقليمياً للطيران خلال السنوات القادمة، مما قد يخلق آلاف فرص العمل ويحفز النمو الاقتصادي في منطقة تبعد 94 كيلومتراً غرب مدينة تعز. د. عادل الشميري، خبير الطيران، يؤكد: "هذا المطار سيغير خريطة الطيران في المنطقة ويفتح آفاقاً جديدة للتجارة والسياحة."

بينما تحتفل اليمن بهذا الإنجاز التاريخي، تبقى الأسئلة الكبيرة حول مستقبل مطار المخا. هل سيصبح هذا المطار بوابة اليمن الجوية للعالم، أم ستبقى رحلاته محدودة على المستوى الرسمي؟ الفرص الاستثمارية واعدة للغاية، من الفنادق والخدمات السياحية إلى المناطق الحرة، لكن النجاح يتطلب تطوير البنية التحتية والخدمات المساندة. هل ستكون هذه بداية نهضة حقيقية للطيران اليمني، أم مجرد خطوة أولى في رحلة طويلة نحو استعادة مكانة اليمن على خريطة الطيران الدولي؟

اخر تحديث: 03 نوفمبر 2025 الساعة 10:35 صباحاً
شارك الخبر