الرئيسية / شؤون محلية / قرار البنك المركزي اليمني "التاريخي": كيف سيؤثر على حياتك اليومية وقدرتك الشرائية؟
قرار البنك المركزي اليمني "التاريخي": كيف سيؤثر على حياتك اليومية وقدرتك الشرائية؟

قرار البنك المركزي اليمني "التاريخي": كيف سيؤثر على حياتك اليومية وقدرتك الشرائية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 02 نوفمبر 2025 الساعة 10:45 مساءاً

أصدر البنك المركزي اليمني تعميماً نقدياً جديداً يوم الثاني من نوفمبر 2025، في خطوة وُصفت بـ"التاريخية" وسط توقعات بتداعيات واسعة على الحياة اليومية للمواطنين اليمنيين. يأتي هذا القرار في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية المستمر وتفاقم أزمة العملة المحلية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

امرأة سودانية نازحة تُحضّر الشاي بينما يتجمع آخرون ويجلسون في خيام مؤقتة بعد فرارهم من مدينة الفاشر في دارفور، في طويلة، السودان، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025

التعميم الجديد يستهدف إعادة تنظيم النظام النقدي في البلاد وضبط آليات التداول المصرفي. تشير مصادر مصرفية إلى أن القرار قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في طريقة تعامل المواطنين مع المصارف والخدمات المالية، مما يثير قلقاً واسعاً بين أوساط التجار والمواطنين العاديين حول تأثيره على قدرتهم الشرائية.

المصارف التجارية بدأت بالفعل في تطبيق إجراءات جديدة تتعلق بعمليات السحب والإيداع، بما يشمل وضع سقوف زمنية ومالية على المعاملات اليومية. هذه الإجراءات تهدف إلى تنظيم السيولة النقدية وضمان استقرار النظام المصرفي، لكنها في المقابل تضع المواطنين أمام تحديات جديدة في إدارة أمورهم المالية اليومية.

امرأة نازحة تستريح في بلدة طويلة، في إقليم دارفور غربي البلاد الذي مزقته الحرب، في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد فرارها من الفاشر عقب سقوطها في أيدي قوات الدعم السريع.

التجار في الأسواق اليمنية يعبرون عن مخاوفهم من انعكاسات القرار على حركة التجارة الداخلية. كثير منهم يعتمد على المعاملات النقدية السريعة لضمان استمرارية أعمالهم، وأي تقييد على السيولة قد يؤثر سلباً على قدرتهم على تلبية احتياجات الزبائن وتأمين البضائع.

الأسر اليمنية، التي تواجه أصلاً صعوبات اقتصادية جمة بسبب الصراع المستمر وتدهور قيمة الريال، تجد نفسها الآن أمام تحدٍ إضافي يتمثل في التكيف مع نظام مصرفي جديد قد يعقد وصولها إلى أموالها أو يحد من مرونتها المالية في إدارة احتياجاتها الأساسية من غذاء ودواء ووقود.

خبراء اقتصاديون يرون أن التوقيت الحالي للقرار قد يكون محفوفاً بالمخاطر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك والذي يشهد عادة زيادة في الإنفاق الاستهلاكي والحاجة إلى السيولة النقدية. هذا التوقيت قد يضاعف من الضغوط على المواطنين الذين يحتاجون إلى مرونة أكبر في الوصول إلى أموالهم لتلبية الاحتياجات الموسمية.

نزح أكثر من 62 ألف شخص عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025. وقد وصل الفارون من المدينة إلى منطقة الدبة في ولاية شمال السودان، حيث لا يزال النازحون يعيشون في ظروف قاسية.

تأثير القرار على القطاع التجاري قد يمتد إلى أسعار السلع الأساسية، حيث يتوقع محللون اقتصاديون أن تواجه المحال التجارية صعوبة في الحصول على السيولة اللازمة لتمويل مشترياتها، مما قد يدفعها إلى رفع الأسعار أو تقليل المخزون المتاح. هذا الوضع يهدد بزيادة معدلات التضخم في بلد يعاني أصلاً من أزمة اقتصادية حادة.

رب الأسر اليمنية، الذي يعتمد في كثير من الأحيان على العمل اليومي والدخل غير المنتظم، سيضطر إلى إعادة تنظيم طريقة إدارة موارده المالية. القرار قد يجبره على التخطيط المسبق لعمليات السحب والإيداع، مما يضيف عبئاً إدارياً جديداً على حياته اليومية التي تتسم بالبساطة والاعتماد على المعاملات الفورية.

القطاع المصرفي اليمني، الذي يعاني من تحديات هيكلية منذ بداية الصراع، يأمل أن يساهم التعميم الجديد في استعادة الثقة وتحسين كفاءة النظام المالي. لكن النجاح في تحقيق هذه الأهداف يتطلب توازناً دقيقاً بين الضوابط التنظيمية واحتياجات المواطنين العملية.

المرحلة القادمة ستكشف مدى قدرة النظام المصرفي اليمني والمواطنين على التكيف مع هذه التغييرات، وما إذا كان القرار "التاريخي" سيحقق أهدافه في تحسين الوضع الاقتصادي أم سيزيد من معاناة شعب يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. البنك المركزي اليمني مطالب بمراقبة دقيقة لتداعيات قراره وإجراء التعديلات اللازمة لضمان عدم تفاقم الأعباء على المواطنين البسطاء.

اخر تحديث: 03 نوفمبر 2025 الساعة 02:15 مساءاً
شارك الخبر