في خبر قد يثير الريبة والقلق الشديدين، أعلنت السلطات السعودية إغلاق ثلاثة مصانع مياه معدنية شهيرة بعد اكتشاف تجاوزات خطيرة في مستويات مادة البرومات الخطيرة، مما شكل صدمة للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء. تحذر الجهات المعنية من مخاطر هذه المادة المسرطنة، وضرورة فحص كافة عبوات المياه في المنازل على الفور.
شهدت المملكة إغلاق متتالي لعدة مصانع مياه في مناطق متعددة، منها نجران والزلفي والرياض، إثر تجاوز مستويات البرومات المسموح بها في إحدى المصانع إلى أكثر من 3200 عبوة، الأمر الذي أشعل الخوف في قلوب المستهلكين. يقول د. محمد العتيبي، أستاذ الكيمياء البيئية: "تجاوز تركيز مادة البرومات النسبة المسموح بها يشكل خطراً مباشراً على الصحة". واستذكاراً للكارثة البيئية التي حدثت في فلينت بأمريكا حيث أدى تلوث المياه لأزمة صحية خانقة، نجد الأمر مشابهًا ولكن بحجم يهدد حياة الكثير.
في خطوة لا تقبل التساهل، تدافعت الجهات الحكومية لتعزيز الرقابة على كافة مصانع المياه، لكن ضعف الرقابة الذاتية وجشع بعض الشركات أدت إلى مثل هذه الكوارث. يشير الخبراء إلى أننا قد نشهد المزيد من الاكتشافات الصادمة مع تكثيف جهود التفتيش على المصانع. وتُبدي السلطات استعدادًا لمحاربة المخالفات بكل حزم.
سيكون للتلوث تأثير عميق على حياة المواطنين اليومية، حيث ستشهد الأسواق تغييرًا جذريًا في أنماط الشراء، وسيظل القلق يلاحق العائلات في كل مرة يفتحون فيها عبوة مياه معدنية. وتلوح في الأفق إعادة هيكلة قطاع المياه المعبأة ليصبح أكثر أماناً، وإن كان بكلفة أعلى، محذرين من المستقبل الثقيل الذي يتربص بالقطاع.
في الوقت الذي تتخذ فيه السعودية إجراءات جادة لتطهير القطاع من المخالفات، يبقى السؤال معلقاً في الهواء: "هل يمكنك الثقة بالمياه التي تشربها كل يوم؟ وكم من الوقت تحتاج لاستعادة هذه الثقة؟"
