أكثر من 1000 سعودي يعيشون المستقبل يومياً في شوارع الرياض، حيث تشهد العاصمة السعودية انفجاراً في الطلب على السيارات ذاتية القيادة. وبينما العالم يتحدث عن هذه التكنولوجيا المدهشة، الرياض تقودها فعلياً في مشهد يعكس تحولاً تاريخياً نحو نقلة نوعية في وسائل النقل. فرصة تجربة مجانية قد لا تتكرر - المقاعد محدودة والطلب في ارتفاع مستمر.
السعودية تكتب التاريخ في شوارع الرياض، إذ تسير السيارات دون سائق في مشهد أقرب لأفلام الخيال العلمي. هذه ليست تجربة مؤقتة بل واقع يعيشه أكثر من 1000 مواطن يومياً. فقط في أسابيع قليلة، شهدت المسارات الحيوية في واجهة روشن وجامعة الأميرة نورة انتشار هذه المركبات والتي من المتوقع أن ترتفع إلى 20 مركبة بحلول نهاية 2025.
"نحن لا نختبر المستقبل، بل نصنعه"، قال متحدث الهيئة العامة للنقل، في حين أعرب سكان الرياض عن إثارتهم حين توقفوا لمشاهدة السيارات وهي تتحرك بذكاء فائق.
ضمن رؤية 2030 الطموحة، تسعى المملكة لتكون رائدة عالمياً في مجال النقل الذكي. يساهم الدعم الحكومي في تحقيق هذا الهدف بدعم من 6 جهات رسمية وشراكة مع عمالقة التقنية العالمية. وقد بدأت خطواتها الأولى مثلما قادت المملكة المنطقة في مجال الطاقة.
السعودية تتقدم عالمياً كمختبر حديث للتقنيات المستجدة كما أكد خبراء دوليون، بينما تقود الرياض طريق المستقبل.
يؤثر هذا التحول على الحياة اليومية للسعوديين، حيث يوفر لهم ساعات من الوقت للأنشطة المنتجة وتقليل التوتر المتزامن مع القيادة في الازدحام. توقع الخبراء أن تقل حوادث الطرق بنسبة تصل إلى 90%، وتوفير المليارات من تكاليف الحوادث والازدحام.
على الصعيد الوطني، هناك فرصة للاستثمار في القطاعات المرتبطة بالنقل الذكي، ولكن يبقى التحذير بضرورة تطوير المهارات اللازمة لمواكبة هذا التحول المهول.
تهدف التوسعات الحالية لدفع المملكة إلى مقدمة الدول في تبني تقنيات النقل الذكي والمستدام. السؤال يبقى مفتوحاً: هل أنت مستعد لعصر لا تحتاج فيه لقيادة السيارة أبداً؟ المستقبل أقرب مما تظن.