أعلنت المملكة العربية السعودية عن ثورة حقيقية في مجال إصدار التأشيرات، حيث أصبح بإمكان الراغبين في زيارة المملكة الحصول على تأشيرة إلكترونية خلال 3 دقائق فقط بتكلفة إجمالية قدرها 101 دولار أمريكي. هذا التطور الجذري جاء من خلال إطلاق النسخة التجريبية لمنصة "KSA Visa" الرسمية، التي تمثل نقلة نوعية في تبسيط إجراءات السفر إلى المملكة.
تتيح المنصة الجديدة خيارين أساسيين للمتقدمين، الأول هو تأشيرة الدخول الواحد لمدة 90 يوماً، والثاني تأشيرة متعددة الدخول صالحة لعام كامل مع إمكانية الإقامة 90 يوماً في كل زيارة. يقول المتحدث الرسمي للمنصة: "نهدف لتقديم تجربة رقمية سهلة ومريحة للزوار من مختلف أنحاء العالم"، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030.
المفاجئ في هذا الإنجاز هو السرعة الاستثنائية لإصدار التأشيرة، حيث تتراوح فترة المعالجة بين دقيقة واحدة وثلاثة أيام عمل كحد أقصى، وهو ما يمثل تحولاً جذرياً عن الطرق التقليدية التي كانت تستغرق أسابيع أو حتى شهوراً. التكلفة الإجمالية البالغة 101 دولار تشمل 80 دولاراً كرسوم أساسية قابلة للاسترداد، بالإضافة إلى 10.5 دولار كرسوم خدمة رقمية و10.5 دولار لخدمة التأمين الرقمي.
أوضحت وزارة الخارجية السعودية أن هذه التأشيرة تمكّن حامليها من زيارة الأقارب والأصدقاء، والمشاركة في الفعاليات السياحية، وأداء العمرة خارج موسم الحج، مما يفتح المجال أمام آلاف العائلات لتحقيق لمّ الشمل بعد سنوات من الانتظار. كما تختلف رسوم التأمين الصحي حسب الشركة المختارة، مما يوفر مرونة إضافية للمتقدمين.
تتيح الخدمة ثلاث طرق رئيسية للحصول على التأشيرة: إلكترونياً عبر المنصة لمواطني الدول المؤهلة أو لحاملي تأشيرة الزيارة العائلية شنغن أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، أو عبر مكاتب الخدمات والسفارات السعودية في الخارج، أو عند الوصول إلى المنافذ السعودية للمؤهلين من دول البرنامج.
من ناحية الشروط، تطلب المنصة أن يكون عمر المتقدم 18 عاماً على الأقل إلا إذا كان برفقة ولي أمر، مع ضرورة حيازة جواز سفر ساري المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وتأمين صحي معتمد، وقدرة مالية لتغطية النفقات داخل المملكة. كما أكدت الوزارة ضرورة التزام الزوار بأنظمة وقوانين المملكة طوال فترة إقامتهم.
حذرت وزارة الخارجية المتقدمين من التعامل مع وسطاء أو جهات غير معتمدة لتفادي عمليات الاحتيال، مؤكدة أن منصة "KSA Visa" تمثل المرجع الرسمي والإلكتروني الشامل لجميع خدمات وإجراءات التأشيرات في المملكة. ووفرت الوزارة خدمة الدعم الفني عبر القنوات الرسمية لاستقبال الاستفسارات ومساعدة المتقدمين.
يأتي هذا التطور كجزء من جهود السعودية المستمرة لتعزيز الانفتاح السياحي والتحول الرقمي ضمن رؤية 2030، حيث تسعى المملكة لتعزيز مكانتها السياحية على المستوى الدولي والمنافسة مع الوجهات السياحية الإقليمية. التوقعات تشير إلى مضاعفة أعداد الزوار خلال الأشهر القليلة المقبلة، مما سيعزز قطاع السياحة الدينية والاقتصاد السعودي بشكل عام.
ردود الأفعال على هذا الإعلان تتفاوت بين المديح من خبراء السياحة الذين يرون فيه خطوة متقدمة تضع السعودية في المقدمة عالمياً كوجهة سياحية تقنية متطورة، وبين القلق من شركات السفر التقليدية التي قد تتأثر أعمالها، مع ترحيب بالغ من الجاليات المقيمة في الخارج التي تتطلع لزيارة المملكة بسهولة أكبر.
للراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة الثورية، يُنصح بالتقديم عبر الموقع الرسمي خلال الفترة التجريبية المحدودة، والحذر من المواقع المزيفة التي قد تستغل هذا التطور لأغراض احتيالية. هذا التحول الرقمي في إصدار التأشيرات يعكس التطور التقني المتسارع في المملكة ويبشر بمستقبل أكثر تيسيراً للمسافرين من جميع أنحاء العالم.