شهد أحد المساجد الواقعة في وسط مدينة الرياض، يوم الجمعة الماضي، مشادة حادة بين مقيم يمني ومتسولة من الجنسية الهندية، بعد أن قامت الأخيرة بجمع كميات كبيرة من قوارير مياه الشرب المخصصة للمصلين ووضعها داخل أكياسها الخاصة، ما أثار استياء الحاضرين.
وبحسب شهود عيان، حاول المقيم اليمني تنبيه المتسولة إلى أن ما تفعله تصرف غير لائق، كون المياه مخصصة لمرتادي المسجد فقط، إلا أنها فقدت أعصابها وبدأت بالصراخ والاعتداء اللفظي عليه، مستخدمة كلمات مسيئة، قبل أن ترشق قوارير المياه نحوه وهي تصيح بلكنة عربية مكسرة: "هذا بيت الله ما في بيت أنت!"
تدخل بعض الحاضرين لتهدئة الموقف، وتمكن عدد من المقيمين الهنود من السيطرة على الموقف وتحذيرها من قدوم الجهات الأمنية، لتغادر المكان مسرعة قبل وصول أي دورية.
ورغم أن الواقعة أثارت موجة من الجدل حول تصرف المتسولة، إلا أنها سلطت الضوء في الوقت ذاته على سلوكيات سلبية متكررة داخل بعض المساجد، أبرزها الاستحواذ المفرط على المياه والتمور المخصصة للمصلين، في سلوك وصفه كثيرون بأنه لا يليق ببيوت الله.
ويشير بعض رواد المساجد إلى أن عدداً من المصلين يتهافتون على قوارير المياه بشكل لافت، حتى أن البعض يغادر المسجد محملًا بعدة قوارير، في حين يُحرم آخرون منها، رغم أن الهدف من توزيعها هو خدمة الجميع بالتساوي.
ورغم محاولات أئمة المساجد المتكررة للتنبيه عبر الخطب والنصائح بضرورة الالتزام بآداب المسجد، إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة، مما يتطلب تعاون المصلين أنفسهم في الحد منها من خلال التوعية والتنبيه المستمر.
ويؤكد مراقبون أن احترام النظام داخل المساجد، والاكتفاء بالحاجة الفعلية فقط، هو سلوك ديني وأخلاقي يعكس وعي المصلين واحترامهم لحرمة بيوت الله، بعيدًا عن التصرفات العشوائية التي تشوّه صورة العبادة والمكان.
