300% - هذا هو الفرق الصادم في أسعار الذهب بين مدينتين في بلد واحد! في تطور أحدث صدمة داخل الأسواق اليمنية اليوم، تجاوزت أسعار الذهب في عدن عشر مرات مثيلتها في صنعاء، مسجلة فجوة تصل إلى 300%، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 في عدن 200,000 ريال يمني، بينما يباع في صنعاء بـ 51,500 ريال فقط.

تجمع تاجر الذهب في عدن وصنعاء على أن استمرار هذه الفجوة الكارثية يمثل تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد. "الوضع كارثي ولا يمكن أن يستمر"، كما صرح أحد الخبراء الاقتصاديين. الصورة النمطية للمحلات وهي تعج بأصوات ماكينات عد النقود وتحركات المشترين تشير إلى تحول الذهب من وسيلة ادخار إلى حلم بعيد المنال.

مع استمرار الحرب اليمنية منذ عام 2014 وانقسام البلد اقتصادياً، تأثرت الأسواق بقوة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية وتعدد أنظمة الصرف في البلاد. هذه الحالة تُشبه انقسام ألمانيا الشرقية والغربية، لكن الوضع هنا يبدو مهدداً بشكل أكبر بسبب محاذير خبراء الاقتصاد من انهيار منظومة صرف العملة.

على صعيد الحياة اليومية، أصبح الذهب رفاهية مستحيلة، اضطرت العائلات لبيع مجوهراتها لمواجهة متطلبات الحياة الأساسية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى نشوء طبقتين اقتصاديتين منفصلتين بشكل واضح. وبينما يغضب الشعب ويشعر بالقلق، يستفيد المضاربون من هذا الوضع الفوضوي.

اليمن بحاجة إلى تدخل عاجل لمعالجة هذا الانقسام المدمر الذي بدأ بالفعل ينخر في الاقتصاد الوطني. يبقى السؤال المحير: "كم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يصمد بهذا الانقسام المدمر؟" إن الأخير يدعو المجتمع الدولي والمحلي إلى التحرك سريعاً لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.