500 طن ديزل... قطرة في صحراء العطش الكهربائي التي تلتهم عدن. مدينة بحجم عدن تحتاج 150 طن ديزل يومياً، والدفعة الإسعافية تكفي لثلاثة أيام فقط. ساعات معدودة تفصلنا عن عودة الظلام الدامس إلى شوارع العاصمة المؤقتة. تفاصيل أخرى هنا...
في ظل الأزمة الكهربائية المتفاقمة في عدن، قامت شركة النفط فرع عدن بتزويد المدينة بـ 500 طن من وقود الديزل، وهي خطوة إنقاذية تهدف إلى تزويد محطات الكهرباء بالوقود وتشغيل المولدات الحيوية، في محاولة لتقليل ساعات الانقطاع التي يعاني منها المواطنون.
ووفقاً لتوجيهات محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس وبإشراف مدير عام شركة النفط الدكتور صالح الجريري، جاء هذا التحرك للتخفيف من المعاناة في ظل الظروف المناخية الصعبة. قال أحد المواطنين: "عودة الكهرباء تعني لنا الكثير في ظل القسوة التي نعيشها".
لا تزال أزمة الكهرباء في عدن تعكس واقعًا مأساويًا منذ بداية الصراع في 2014. مع تدمير 70% من شبكة الكهرباء، تسبب النقص المستمر في الوقود والحصار والفساد في تدهور الخدمات الأساسية. تذكرنا هذه الأزمة بأزمات سابقة مثل صيف 2019، حيث قال أحد الخبراء د. عبدالله الحضرمي: "بدون استثمار جدي، الانهيار الكامل حتمي".
حياتهم اليومية تغيرت بشكل ملموس، حيث تمكنت "أم محمد" من تشغيل الثلاجة لحفظ دواء طفلها للمرة الأولى منذ أيام. وتتوقع الجهات المسؤولة بعض التحسن في الأيام القادمة، لكن يبقى السؤال: هل سيكون هذا التحسن مؤقتًا أم بداية لحل دائم؟
الحاجة ملحة لتحرك سريع من المجتمع الدولي لتقديم دعم إضافي وتجنب كارثة إنسانية قد تلوح في الأفق. إلى متى سيضطر اليمنيون للانتظار حتى تتحقق الوعود بحل جذري لمشاكلهم؟