في تطور خطير يهدد حياة 60,000 شخص، تتجه عاصفة جوية مدمرة نحو جزيرة سقطرى اليمنية، حاملة معها طاقة تدميرية هائلة قد تمحو هذه الجنة الطبيعية من الخريطة. العد التنازلي بدأ: 120 ساعة فقط تفصلنا عن كارثة قد تفوق إعصار جونو المدمر عام 2007، والذي دمر 80% من البنية التحتية للجزيرة.
وحش جوي جديد يولد في مياه بحر العرب الدافئة، محمّل بطاقة تعادل انفجار 200 قنبلة ذرية، يتحرك بلا رحمة نحو أرخبيل سقطرى. سالم أحمد، الصياد الذي فقد قاربه في إعصار 2019، يقف على الشاطئ وهو يراقب الغيوم السوداء تتجمع في الأفق مثل وحش جائع يبتلع كل ما في طريقه. "أشعر بنفس الخوف الذي عشته قبل عامين، لكن هذه المرة الأمر يبدو أسوأ"، يقول سالم وصوته يرتجف من القلق.
تاريخ من العواصف المدمرة يطارد سقطرى منذ عقود، وخبراء الأرصاد يؤكدون أن التغير المناخي يصنع عواصف أقوى وأخطر من السابق. الدكتور محمد الحكيمي، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "ما نشهده الآن ليس مجرد عاصفة عادية، بل تطور خطير في أنماط الطقس العالمية". المياه الدافئة في بحر العرب تغذي هذا الوحش الجوي، مما يجعله أقوى بـ 300% من العواصف التي ضربت المنطقة في التسعينيات.
حياة 60,000 شخص ستتوقف تماماً لأيام، بينما تستعد مريم سالم، أم لثلاثة أطفال، لإخلاء منزلها للمرة الثالثة في عامين. "أطفالي يسألونني متى سنعود للبيت، وأنا لا أملك إجابة"، تقول مريم وهي تحزم أغراضها الضرورية. الدكتورة فاطمة الصقطري، رئيسة مركز الأرصاد المحلي، تعمل 24 ساعة متواصلة لتحديث التوقعات: "الوضع يتطور بسرعة مخيفة، والعاصفة تكتسب قوة أكبر مما توقعنا". خبراء ينصحون: اتركوا المناطق الساحلية فوراً، فالوقت ينفد بسرعة البرق.
عاصفة قادمة، وقت ضيق، وحياة 60,000 شخص في الميزان. تابعوا نشرات الأرصاد واتخذوا احتياطاتكم الآن، فالساعات القادمة ستحدد مصير جزيرة كاملة. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه: هل ستنجو سقطرى من محنة جديدة، أم سنشهد كارثة تفوق كل التوقعات؟