50 عاماً تحولت إلى 5 سنوات في نظر أسطورة السينما العربية، هذا ما كشفت عنه النجمة يسرا خلال حفل تكريمها في مهرجان الجونة السينمائي. إنها نجمة استطاعت تحويل 25 فيلماً فاشلاً في بداية مسيرتها إلى كنز ثمين بـ60 حقيبة من الذكريات الأيقونية. ولكن، ومع تأثير قوي ممتد لخمسين عاماً، هل نحن أمام نهاية جيل من النجوم الحقيقيين بدون أن تُرسل أسرارهم لجيل جديد يحافظ على التراث؟
في حدث غير مسبوق، شهد مهرجان الجونة تكريماً مميزاً للنجمة يسرا عبر معرض "50 سنة يسرا" وجلسة حوارية مفعمة بالمشاعر. شهد الحدث حضور العديد من النجوم مثل إلهام شاهين، وليلى علوي، وهالة صدقي، الذين أكدوا على مكانة يسرا كرمز من رموز السينما المصرية. خلال الجلسة، قالت يسرا: "لم أشعر بها في الحقيقة، أراها كأنها 5 سنوات". وكانت القاعات مكتظة بالدموع والتصفيق الحار الذي لم ينقطع.
بدأت يسرا مسيرتها في منتصف السبعينات بفشل ذريع حيث لم تُعرض أول 25 فيلماً لها في السينما. ومع ذلك، بفضل مثابرتها والتعلم من الكبار مثل يوسف شاهين، استطاعت تحويل تلك البداية الصعبة إلى إمبراطورية فنية دامت عبر الزمن. يؤكد النقاد، مثل د. أحمد كمال، أن يسرا تمثل آخر جيل النجوم الحقيقيين الذين صنعوا التاريخ الفني بأيديهم.
أثّر الحدث بشكل كبير على الجميع، حيث ألهمت يسرا المواهب الشابة ودعّت الجميع للتعلم من جيلها قبل فوات الأوان. هل سنرى ممثلين يستطيعون إحياء السينما الكلاسيكية كما فعلت يسرا؟ هل ستكون هناك فرص أخرى لتوثيق التراث والتركيز على إحياء هذا الفن الذي يكاد يندثر؟ في ظل وجود فرصة لمتحف دائم للسينما المصرية، يظل الأمل قائماً.
أنجزت يسرا مسيرة رائعة دامت لخمسة عقود، تركت فيها أثراً لا يُنسى. تظل التساؤلات قائمة عن ما إذا كنا سنشهد ولادة أساطير جديدة في الفن العربي، وهل سيتمكن الجيل القادم من إحياء هذه الأسطورة الفنية والنجاح في البقاء على القمة كما فعلت يسرا؟