في تطور مناخي استثنائي يشهده اليمن، تتأهب 13 محافظة يمنية لمواجهة موجة طقس عاصفة خلال الـ24 ساعة القادمة، حيث ستشهد البلاد في يوم واحد أمطاراً ورعداً ورياحاً وعواصف رملية في آن واحد. ساعات قليلة تفصلنا عن ظاهرة جوية استثنائية تتطلب من ملايين اليمنيين استعداداً فورياً قبل أن تضرب العاصفة الرعدية التي وصفها خبراء الأرصاد بـ"الأخطر هذا العام".
وفقاً للمركز الوطني للأرصاد الجوية، ستشهد محافظات لحج وتعز وإب وذمار وريمة وحجة والمحويت وصنعاء وعمران وصعدة وأبين وشبوة وحضرموت هطول أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد. أحمد الحميدي، سائق شاحنة من تعز، يروي قلقه: "الطرق الجبلية تصبح مصيدة موت مع أول قطرة مطر، والآن يتوقعون عاصفة رعدية!" المركز الوطني يؤكد أن "التنوع الجغرافي الاستثنائي في اليمن يخلق تحديات مناخية معقدة تتطلب يقظة قصوى"، بينما تتجمع السحب الرمادية الداكنة فوق القمم الجبلية كجيش عملاق يستعد للزحف.
هذه الموجة المناخية تذكرنا بكارثة أمطار 2020 التي أثرت على أكثر من مليوني شخص، لكن الخبراء يحذرون من أن التغيرات المناخية العالمية جعلت مثل هذه الظواهر أكثر تكراراً وشدة. د. ناديا المطري، متخصصة في المناخ، تؤكد: "الموقع الاستراتيجي لليمن بين البحر الأحمر وبحر العرب يضعه في قلب منطقة مناخية متقلبة." الأرصاد الجوية تشير إلى أن المنطقة المتأثرة تعادل مساحة دولة أوروبية متوسطة، مما يعني أن تأثيرات هذه العاصفة ستمتد لتشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية.
بينما يستعد المزارعون بتفاؤل حذر لموسم زراعي أفضل، يواجه السائقون والصيادون تحديات جدية. عبدالله الصياد من الحديدة يقول وهو يربط قاربه بإحكام: "البحر مضطرب والأمواج عالية، لكننا نحتاج لكسب لقمة العيش." المدارس تستعد لإغلاق أبوابها، والأسواق تشهد إقبالاً كثيفاً على المواد الغذائية والوقود. رائحة التراب المبلل بالمطر تملأ الأجواء مبكراً، بينما تهب الرياح بقوة تشبه قوة محرك طائرة نفاثة في المناطق الصحراوية، مثيرة عواصف رملية كثيفة.
مع تزايد حدة التقلبات المناخية في المنطقة، تبقى الأسئلة المصيرية معلقة: هل ستصبح هذه الظواهر الجوية المتطرفة هي الوضع الطبيعي الجديد؟ المركز الوطني للأرصاد يدعو المواطنين للبقاء في منازلهم ومتابعة النشرات الجوية كل ساعة، فالاستعداد الآن قد ينقذ الأرواح غداً. في عالم متغير المناخ، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل نحن مستعدون فعلاً لمواجهة المزيد من هذه التحديات المناخية الاستثنائية؟